بالصور.. "انفراد" داخل مسجد قباء أول مسجد فى الإسلام.. هنا صلى "النبى" وأكد: "صلاة ركعتين به تساوى عمرة".. أسسه الرسول الكريم بيده وأكمله الصحابة بعده.. ووسعته عائلة آل سعود وعملت على الاهتمام به

حرص عدد من الحجاج المصريين على زيارة مسجد قباء بالمدينة المنورة بعد أن مّن الله عليهم بأداء فريضة الحج، للصلاة فيه والوقوف على معالمه الإسلامية والتاريخية لاستذكار تاريخ إسلامى حافل بالسيرةٍ النبوية العطرة التى اكتسبها منذ وصول "الرسول المصطفى"- صلى الله عليه وسلم- للمدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة. وتجول "انفراد" داخل المسجد، لرصد تاريخه الإسلامى، حيث إن لمسجد قباء أهمية تاريخية فى الإسلام لأسباب عدة، فهو أول مسجد أسسه "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- بالمدينة المنورة، فقد بناه "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة عندما وصل لطيبة الطيبة، وشارك "صلى الله عليه وسلم" فى وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم، وكان "رسول الله"- صلى الله عليه وسلم- يقصده بين الحين والآخر ليصلى فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته كما ورد فى الحديث الشريف: "من تطهر فى بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة" وحديث: "من خرج حتى يأتى هذا المسجد- يعنى مسجد قباء- فصلى فيه كان كعدل عمرة". واهتم المسلمون بمسجد قباء منذ عصره عليه الصلاة والسلام، وعصر الخلفاء من بعده، فقد جدده رابع الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان- رضى الله عنه- ثم عمر بن عبد العزيز الذى بالغ فى تنميقه وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهى أول مئذنة تقام فيه، وفى سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسينى وفى سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهانى وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين فى أعوام "671 و733 و840 و881 هـ"، وفى عهد الدولة العثمانية جُدد عدة مرات آخرها فى زمن السلطان عبد المجيد، وفى العهد السعودى الزاهر لقى مسجد قباء عناية كبيرة فرُمم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ. وفى عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضى المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة فى جهة وبارتفاع 47 متراً وبُنى المسجد على شكل رواق جنوبى وآخر شمالى تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 متراً و56 قبة صغيرة قطر كل منها ستة أمتار وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة. وبلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً وبلغت المساحة التى يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع فى حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما أُلحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين. ويحظى مسجد قباء بفائق العناية وجليل الرعاية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فيما يعد مسجد قباء من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوى الشريف، حيث تُقام فيه الصلوات العادية وصلاة الجمعة والعيدين، ويُعد مقصداً لزوار وسكان مدينة "المصطفى"- صلى الله عليه وسلم.