بعض العائلات فى المناطق الشعبية يحكمون على المطلقات بالإعدام فتجبر على ارتداء الأسود، يذهبون بها للدجالين بحثا عن علتها وفك نحسها، تحرم من دخول منازل المتزوجات تحت شعار "خطافة رجالة" ينظر لها من الرجال على أنها "سهلة" وستتهاون معهم وتستجيب للتحرش المستمر بها، تجد من عائلتها عقوبة البيع لأول مشترى بعد أن عرضوا جسدها كسعلة فى موسم التخفيضات أو التعرض للعنف ليلا ونهارا منهم بحجة أنها بلاء، تصبح مطلقة برتبة خادمة للجميع سدادا لثمن لقمتها.
مأساة تتعرض لها مطلقات المناطق الشعبية من عنف وعادات وتقاليد تمارس عليها يرصدها "انفراد" على لسان سيدات معنفات خضعن لها بالإجبار.
"خوف المتزوجات من المطلقات"
تحكى "خديجة.ب" ابنة بولاق أبو العلا عن تجربتها مع الطلاق والوقوف داخل محكمة الأسرة وما تعرضت له من شقيقاتها قائلة:" تزوجت أحد أصدقاء أخى وكان يعمل فى إحدى ورش النجارة بالطالبية ومكثت معه متحملة العنف الذى يمارسه على طوال 5 سنوات إلى أن انهارت عزيمتى وقررت الطلاق وبصحبتى ابنتى ومن يومها وأنا أعاقب على ذنب فرارى من جحيم الزوجية".
وأكملت: "شقيقتى التى تربينا سويا كانت أقسى معى من الغريب كانت تخاف منى على زوجها ووصل بها الأمر بأن طردتنى من منزلها وطلبت منى عدم زيارتها مرة أخرى وأن أكتفى برؤيتها لى بمنزل أهلى".
"عرض المطلقات على الدجالين لفك نحسها"
أما عن الطفلة "شيماء.ك" ابنة إمبابة، التى تبلغ من العمر 18 عاما وطلقت من زوجها بعد عام ونصف من الزواج بسبب عدم إنجابها فكانت قصتها مأساوية مع أسرتها وتقول: "تزوجت زواج قاصرات لمطلق يبحث عن إنجاب الذكور، تعرضت للضرب والعنف والاغتصاب والذل على يد حماتى بسبب تأخرى فى الإنجاب".
وتابعت:" بعد أن كد أفقد حياتى طلقت وتم إلقائى فى الشارع وعد لأهلى بملابس المنزل ورغم علمهم بعنفه عاقبونى على جريمة الطلاق واعتبرونى منحوسة ومريضة وذهبوا بى للدجالين وعرضونى للضرب والتحرش والحرق ليفكوا السحر الذى دمر زواجى".
"ارتداء الأسود والحبس فى المنزل"
بنت قرية وراق العرب بإمبابة كانت هى الأخرى معنفة من ضمن آلاف المطلقات عقابا على تفريطها فى لقب متزوجة ليكون جزائها الحبس وملازمة منزلها وتكفينها بالأسود حتى يعثر لها على زوج يقبل بسترها من الألسن السليطة.
تحكى فاطمة.ت وهى تقف أمام محكمة أسرة الوراق بحثا عن نفقة أبنتها قائلة:" صبرت على الغلب وبخل زوجى6 سنوات وطلقت عندما وجدت يديه تطال جسد ابنتى هى الأخرى ولكنى لم أعلم أننى أرتكبت جريمة إلا عندما رأيت وجه أمى ولطمها على وجهها حتى فقدت الوعى ومن وقتها وأنا محبوسة فى غرفتى أخرج ملثمة بالأسود وأعرض على جارتى كسلعة بحثا عن عريس".
"سهلة"
"بسنت.هـ" ابنة روض الفرج قصة من آلاف قصص المطلقات المعنفات قالت فى حديثها لـ"انفراد":"طلقت منذ 7 سنوات بعد أن مكثت بالمحكمة 4 سنوات وبعد أن كنت أعمل بأحد المصانع تركت عملى ومكثت فى منزلى رغم حاجتى الشديدة للمال بسبب تحرش زملائى بى ومعاملتهم لى كأننى امرأة رخيصة وسأفرط فى جسدى أو أقبل الزواج عرفيا".
"مطلقة برتبة خادمة"
تخرج سميرة ابنة المطرية يوميا لتؤدى الأعمال المنزلية لزوجات أشقائها ثم تعود لمنزل عمها التى تقيم فيه وتبدأ فى العمل تحت رحمة يد زوجته غليظة القلب لتوفر ولأطفالها الثلاثة لقمة العيش وتقول: "منذ أن طلقنى زوجى وتزوج بأخرى وامتنع عن الإنفاق على وأنا أعمل خادمة فى منزل أشقائى وعمى حتى أتحصل منهم على ما يكفى أبنائى حتى لا نموت من الجوع".
وتابعت: "فى بداية الطلاق كان يطلبون منى مساعدتهم فى أداء الأعمال المنزلية بحياء ولكن الآن أعنف إذا لم أذهب مؤجهين لى بعض الكلمات الجارحة: "اعملى بالأكل اللى بتطفحيه".