لا تتسرع فتقودك أحلامك في حياة أفضل إلى اقتراض الأموال والتوقيع على "ايصالات أمانة"، فتتحطم أحلامك على صخرة السجن، هذه هى ملخص حياة شاب قادته أحلامه للسجن، اقترض المال لشراء "توك توك" للعمل عليه، فتضاعفت الديون وانضم لقوائم السجناء، ليصبح غارماً بسبب "ألف جنيه".
التقى "انفراد"، السجين "الغارم" الذي سرد قصته، وكيف تحول إلى رقم صحيح ضمن قوائم السجناء بسبب اقتراض ألف جنيه، ليترك أسرته فى الأرياف ويسكن السجن.
قال السجين : اسمى "أحمد.م"، أبلغ من العمر 32 سنة، من محافظة الشرقية، وجدت نفسى بين أسرة متوسطة الحال، لكنها متدينة هادئة الطباع، لا نعرف سوى طريق واحد "الصح"، لا نرضى بالحرام، ولا نعرف سوى "الحلال".
ويضيف السجين، مرت سنوات العمر سريعاً، ووجدت عمرى يتخطى الثلاثون عاماً، دون زواج، ونصحنى البعض بشراء "توك توك" والعمل عليه فى محيط منطقتنا، حتى يدر علي بعض الأموال، أستطيع من خلالها تجهيز نفسى تمهيداً للزواج، فجمعت مبلغا وقررت اقتراض الباقى ولجأت إلى أحد الأشخاص وطلبت منه مبلغ ألف جنيه، لاستكمال ثمن التوك توك، وبالفعل أعطانى المبلغ لكنه اشترط الحصول على ايصال أمانة على بياض فوافقت نظراً لحاجتى للمال، وشدد على ضرورة سداد المبلغ فى الوقت المحدد، حتى لا يتم مضاعفته، إلا أن الأعباء المادية حالت دون سداد المبلغ خلال الوقت المحدد، فضاعف المبلغ حتى وصل الألف لـ 25 ألف جنيه، وأصبحت عاجزاً تماماً عن سداد هذا المبلغ.
وأضاف "السجين"، أصبح مستقبلى مهدداً، وبدلاً من دخول "عيش الزوجية"، أصبحت مهدد بدخول "السجن"، وبالفعل فوجئت باتهامى في قضية "أموال عامة"، وصدر ضدى حكم بالسجن لمدة عام.
واستطرد "السجين"، قائلا: فكرة دخولي السجن كانت قاسية وصعبة ولا توصف، لكن الأيام الأولى مرت بسلام، خاصة بعد التعرف على مجموعة من السجناء داخل السجن، ووجدت نفسى أتأقلم مع الوضع الحالى، وتعايشت مع الظروف المحيطة وأصبح لدى أصدقاء داخل السجن.
وعن يومه في السجن، قال "السجين"، السجن ليس مكان لقضاء العقوبة فقط، ولكنه مكان للتأهيل وتعليم الدروس، فحرصت مصلحة السجون على تعليمى حرفة النجارة، ووفروا لنا الخامات اللازمة من أجل تحقيق ذلك، فضلاً عن حرصهم على وجود علماء دين لإعطاء الدروس الدينية وتقديم النصح، لتكون الأيام التى قضيتها هنا درساً لمواقف أخرى، فتعلمت هنا ما لم أتعلمه على مدار سنوات طويلة.
وقال السجين: مصلحة السجون تُعلى قيم حقوق الإنسان، واللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، يشدد على منحنا ساعات للتريض والترفيهة، واستقبل أسرتي ما بين الحين والأخر، ومر على سجنى شهرين، وانتظر مرور باقي الوقت حتى أخرج بسلام لأسرتى مرة أخرى.