سنوات عديدة مرت على "أحمد" لم يعرف مهنة أو عملا فى كل صباح باكر سوى الذهاب لأرضه لزرعها بالقصب وغيرها من المحاصيل زراعية بمركز أدفو بمحافظة أسوان، فالأرض كانت مصدر رزقه وزق أولاده والورث الوحيد الذى ورثه من أبيه، وفى قاموس ولاد "البلد" الأرض كالعرض لايجوز بيعها أو التنازل عنها يوما.
لم يعلم "أحمد" أن دفاعه عن أرضه وأرض أجداده ستكون ثمنا لحياته، بعد أن بدأت خلافات حادة بينه وبين عائلة "ج" التى تمتلك الأرض المجاورة لأرضه، تعددت المشاجرات بينهما لرغبتهم فى الاستيلاء على جزء من أرضه وضمها لأرضهم، وكان دائما المجنى عليه يفضل أن تنتهى بالتصالح، دون الدخول فى حروب كان فى غنى عنها، لكن تسامحه مع المتهمين جعلهم يعتدون عليه فى إحدى المشاجرات بينهم بالأيدى وتسبب فى إصابته إصابة بالغة بيده، اضطر المجنى عليه اثبات حقه وتحرير بلاغا بعد التعرض من المتهمين، وكان ذلك بمثابة إعلان الحرب عليه فكيف يحرر بلاغا ضدهم ويطالب بحقه.
ليلة الحادث، توجه المجنى عليه كعادته إلى عمله فى الأرض، وبعد ساعات من العمل فوجئ بالمتهمين وهم كل من ع .ج، وع. جو، وس.ع، وكان بحيازتهم عدد من البنادق الألية، واعتدوا عليه بالضرب فى بادىء الأمر، ثم قاموا بابتزازه بالتنازل عن قطعة الأرض المملوكة له أو التنازل عن حياته، رفض المجنى عليه طلبهم وأصر أنه لم يتنازل عن سنتيمتر من أرضه، لم تستمر المشاجرة سوى دقائق حتى صوب المتهم الأول طلقة نارية تجاهه استقرت فى رأسه وأودته بحياته وسقط قتيلا أمام أبنائه الصغار.
وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكاب الواقعة ووجهت إليهم النيابة تهمة القتل العمد وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص، وإحالة القضية لمحكمة جنايات أسوان.