"يا فاشلة.. خليكى قاعدة قدام التليفزيون.. عمرك ما هتنفعى أبدًا".. كلمات اعتادت كل أم أن توجهها لطفلتها لكى تحثها على النجاح والتفوق ولكنهن لا يعلمن أن تلك الكلمات قد تقودهن إلى الانهيار والانتحار كما حدث مع هبة التى لم تتحمل إهانات أمها ففضلت الانتحار شنقًا بحبل الغسيل .
اعتادت هبة أن تعود من مدرستها بمنطقة عزبة الوالدة بحلوان لتشاهد المسلسلات التركية التى أدمنتها بشدة فى الفترة الأخيرة، ولكنها مع ذلك كانت دائمة العمل والمذاكرة لتصبح طبيبة ترتدى الرداء الأبيض وتعالج المرضى كما تشاهد فى تلك ألمسلسلات إلا أن والدتها كانت دائمًا ما تعايرها وتهينها من أجل أن تزيد من مذاكرتها إلا أن الأمر فشل تمامًا مع هبة، حيث إنه يوم الواقعة كانت هبة تتحدث مع ابنة خالتها وتحكى لها عن أحلامها فى أن تصبح طبيبه فسمعتها والدتها وقامت بالسخرية منها وقالت لها "دكتورة ايه انتى أخرك تتفرجى على المسلسلات التركية"، الأمر الذى لم تتحمله هبة تلك المرة، وقررت أن تنهى حياتها .
جلست هبه تتذكر طرق الانتحار المختلفة التى تشاهدها فى التلفزيون ما بين السم وقطع الشرايين، وفى النهاية هداها عقلها إلى الشنق ظنًا منها أنه أقلهم إيلاما وأسرعهم فى النتيجة فقامت بإحضار حبل غسيل وربطته فى سقف غرفتها الموجودة أعلى العقار الذين يسكنون به وشنقت نفسها حتى صعدت روحها إلى بارئها .
وعندما تأخرت الطفلة فى النزول إلى الشقة، شعرت الأم بالقلق فقامت بالصعود إلى غرفتها للاطمئنان عليها وما ان شاهدت جثها تتدلى فى سقف الغرفة ندمت على كل كلمة سبق أن قالتها وظلت تردد "أنا اللى قتلتها".
لتقوم الأم بعدها بإبلاغ الشرطة، التى انتقلت على الفور إلى مكان الحادث ودلت التحريات على أنه لا شبهة جنائية فى الحادث ليحرر محضرا بالواقعة وأحيل للنيابة التى صرحت بدفن الجثة.