أكدت الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب، أن الطفل يتشكل شخصيته ووعيه بنسبة 75٪ من سن الثالثة حتى السابعة.
وأضافت خلال مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدولى الثامن والعشرون تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعنوان "صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها"، أن الأم منشغلة عن أطفالها وتتركهم يدخلون على الإنترنت دون توجيه أو فحص للمواقع التى تسىء للعقيدة ويفسد الجينات والعقل.
وأشارت نصار أنها لم تستبعد وجود عدد كبير ملحد بسبب الأحوال السيئة التى نعيشها وضعف التعليم، مطالبة الدعاة بأن يرعوا الأسر المصرية حق الرعاية.
وقالت نصير: "لويس التاسع ملك فرنسا حينما سجن فى مصر أقسم أن لا يغزو بلادنا مرة أخرى بل سيجعلنا نحارب بعضنا البعض".
من جانبه، قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، نحمل معنا لقيادة مصر ولحكومتها ولعلمائها وشعبها تحيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، وحكومة وشعب مملكة البحرين.
وأضاف "ال خليفة": "إننا لننتهز هذه الفرصة لنبارك لجمهورية مصر العربية الشقيقة بما حققه المؤتمر هذا العام من نجاح لافت وكبير، وذلك لما انطلق منه فى الأساس من عنوان مهم وما اندرج تحته من محاور تلامس الواقع الذى نعيشه، مشيدين بما تم تقديمه فى المؤتمر من بحوث قيمة، وما وقف عنده من مفاهيم دقيقة ينبغى تصحيحها وتوضيحها".
وأكد ال خليفة، على هامش المؤتمر، كان المؤتمر فرصة طيبة لعقد لقاءات واجتماعات علمية وعملية وودية مع الوفود المشاركة، متطلعين إلى تحقيق تكاتف دولى لتنفيذ التوصيات، شاكرين ومقدرين للقيادة المصرية وشعب مصر العظيم هذا الاحتضان والحفاوة.
وأكد ال خليفة، أن المؤتمر جاء فى وقت حساس تمر به أمتنا العربية والإسلامية؛ إذ تعيش أمتنا ودولنا تحديات كبيرة غير مسبوقة، لإضعافها واستنزاف طاقاتها ومواردها، وزعزعة أمنها واستقرارها، لتجعل منها أمة ضعيفة، ودولاً فاشلة، غير قادرة على النهوض، بل غير قادرة حتى على حماية نفسها وشعوبها، من أي مخططات أو مشاريع استعمارية أو توسعية.
وشدد ال خليفة، أمتنا الإسلامية تعاني اليوم من الإرهاب المجرم، الذى يريد لها أن تتآكل من الداخل. وهذا الإرهاب ليس ظاهرة عارضة أو عفوية، بل هو اليوم صناعة شديدة الخطورة والتعقيد والتأثير، وتعتمد على البرمجة الذهنية والنفسية باحترافية عالية، وبدهاء ومكر كبيرين.
وقال إن فى العالم اليوم جهات ومؤسسات، بل وللأسف بعض الدول، تعمل ليلَ نهار، وعبر دراسات دقيقة واستراتيجية، على صناعة الإرهاب، وتصديره إلى أمتنا ودولنا، للإضرار بها، وتهديد حاضرها ومستقبلها، كما تعمل على خلق مناهج عقائدية خطيرة، لتغذية الإرهابيين بطريقة تعزلهم عن أوطانهم ومجتمعاتهم؛ فكريًّا وروحيًّا واجتماعيًّا، وتوفر لهم حواضن اجتماعية آمنة، وتعيد برمجتهم تمامًا؛ بحيث تدفعهم إلى أعمال وحشية ودموية تحت شعارات وذرائع مقدسة.
وأكد الإرهاب الذى نشاهده اليوم، والذي اكتوى الجميع بناره في السنوات الأخيرة هو إرهاب مصنوع وعابر للحدود، ولا ينتمى إلى تاريخ هذه الأمة، ولا إلى طبيعتها الفكرية والنفسية والاجتماعية، وهو مزيج من الأفكار المتطرفة، والنفسيات المضطربة، التي زُرعت في صدور أناس فقدوا استقلالهم وعقولهم وانتماءهم، وانتظموا في مجموعات عقائدية مغلقة غسلت أدمغتهم، وخلقت لديهم مشاعر الغربة عن مجتمعاتهم، والكراهية لها.
وقال: فينبغى على المعنيين فى أمتنا أن يتكاتفوا بصدق وعزيمة ويتشاركوا معًا فى القراءة والتحليل والعمل، لحماية أوطاننا وشبابنا من هذه الآفة الشيطانية، عبر سلسلة من الخطوات الجادة، وأهمها تقويم الخطاب الدينى، والعناية القصوى بمنابع التربية والتعليم والثقافة في المدراس والجامعات والمناهج الدراسية، والاهتمام بالمادة الإعلامية التى تبثها وسائل الإعلام لدينا، والتصدى بكل حزم لكل من ينشر التطرف، أو يثير الكراهية والفرقة فى مجتمعاتنا، ومحاصرة رؤوس الفتنة فى العالم، ومراقبة حركة الأموال التى تغذِّى الإرهاب والتطرف، مع ضرورة أن يتنادى أكابر علماء الأمة من جميع طوائفها ومذاهبها للتصدى لعقيدة الإرهاب وتفكيكها، والتأصيل الجاد والمسؤول لقيم السلام والتسامح والوئام، وذلك لتفكيك هذه المنظومة الفكرية والنفسية للمتأثرين بالأفكار المتطرفة، وتجفيف جميع منابع الإرهاب. فالتحدى الأبرز والأكبر هو أن نحفظ أبناءنا وشبابنا فى أحضان أوطانهم، وضمن السياق التاريخى الصحيح لأمتهم وحضارتهم.
إلى ذلك قال حسان بن على موسى، مدير الوقف السويدى للحوار، المتحدث باسم البرلمان الإسلامى الأوروبى، على هامش المؤتمر، إن مصر تحارب خفافيش الظلام وقطاع الطرق ولصوص الدعوة و الإسلامية نيابة عن الأمة.
وأضاف موسى، أن مصر تتصدى قواتها المسلحة فى سيناء بكل بسالة لصناع الموت والإرهاب والتطرف شذاذ الأفاق أعداء الحياة الذين اختطفو الإسلام وزرعو الشر والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة خدمة لأجندات خارجية ودعوات مشبوهة تسعى للإساءة لكل جميل فى الإسلام.
وقال موسى، لعل هذا المؤتمر رسالة للعالمين أن مصر الأزهر والأوقاف والعلم والحضارة والتى أجنادها خير أجناد الأرض تواجه بكل حزم هذه الشرذمة الظالمة التى اختطفت الإسلام وشوهت قيمه وزرعت الخوف فى نفوس المواطنين، وأحدثت فى الدين ماهو منه براء.
وقال موسى: إن الحزم والحسم مع هولاء حماية للدولة وإقامة للدين ونشر للأمن والأمان فى ربوع الوطن، مشددا على أن مصر تحارب خفافيش الظلام وقطاع الطرق ولصوص الدعوة والإسلامية نيابة عن الأمة.