أطلقت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع سفارة سويسرا فى القاهرة، النتائج المستخلصة من الاستعراض القانونى الذى قامت به منظمة العمل الدولية بعنوان "التلمذة المهنية فى مصر- نحو نظام موحد؟"، والذى يهدف إلى إجراء تقييم لأنظمة التلمذة المهنية المختلفة القائمة فى مصر وتقديم توصيات بمجال السياسات المعنية بتعزيزها.
وينظر إلى برامج التلمذة المهنية الجيدة- تلك التى يتاح بمقتضاها للشباب تلقى التدريب فى الموقع مع صاحب العمل، وعادة ما يكون ذلك بالتعاون مع إحدى المدارس أو الجهات المقدمة للتدريب- بوصفها من قبل منظمة العمل الدولية كإحدى الوسائل الرئيسية التى تهدف إلى تعزيز إمكانية توظيف الشباب من خلال اكتساب المهارات المهنية المناسبة، كما أنها تساعد أيضا المؤسسات والشركات على إيجاد العمال الذين هم بحاجة إليهم مستقبلا. علاوة على أن سويسرا-والتى احتلت المرتبة الأولى فى مؤشر التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادى العالمى على مدى السنوات التسع الماضية على التوالى- تتمتع بنظام تلمذة راسخ ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد عوامل نجاحها الاقتصادية.
وحيث أن النتائج المستخلصة من الاستعراض الذى أجرته ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ هو نتاج دراﺳﺔ لأﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻠﻤﺬة المهنية اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓى ﻣﺼﺮ واﻟﺘى ﺗﻨﻔﺬ تحت إشراف وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ والتعليم اﻟﻔﻨى، ووزارة اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ووزارة اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ. ويضم هذا الاستعراض توصيات مختلفة مقدمة لمصر مبنية على هذه النتائج المستخلصة، بما فى ذلك الحاجة إلى إشراك عدد أكبر من ممثلى العمال فى تصميم نظم التلمذة المهنية، وإدراك أهمية الجمع بين نماذج وقواعد وحوافز مختلفة للتلمذة المهنية لجعلها أكثر جاذبية لأصحاب العمل.
وقال بيتر فان غوى، مدير مكتب منظمة العمل الدولية فى القاهرة بأن: "نظم التلمذة المهنية الجيدة هى إحدى الأدوات الفعالة للغاية والتى تهدف إلى تحسين عملية انتقال الشباب من المدرسة إلى العمل، وهى إحدى النماذج التى يربح فيها الجميع، حيث: يتعلم المتدربون بينما يكسبون قوتهم، ويضمن أصحاب العمل إيجاد ذوى المهارات التى يحتاجونها وتوظيف أفضل المتدربين، كما تستفيد الحكومة من وجود نظام تطوير مهارات يعتمد على الشراكة ويتسم بالمزيد من الفاعلية والجدوى من حيث التكلفة. فضلا عن قدرة مصر الكبيرة على إشراك أصحاب الأعمال من جميع الأحجام الاقتصادية فى نظام التلمذة المهنى؛ وذلك من خلال إطار مؤسسى قادر على التمكين المناسب وتقديم الحوافز التى تعمل لصالح جميع الجهات".
وفى سويسرا- والتى لديها واحدة من أدنى معدلات بطالة الشباب فى أوروبا- ساعدت التلمذة المهنية فى خلق سوق عمل يلبى احتياجات الشركات؛ حيث يلتحق ثلثى الشباب الذين يتخرجون من التعليم الإلزامى فى سويسرا بالتعليم والتدريب المهنى.
وقال بول جارنييه، سفير سويسرا فى مصر: "تُظهر التجربة السويسرية مدى فعالية التلمذة المهنية فى تنمية مهارات الشباب لضمان توافقهم مع احتياجات أصحاب الأعمال، وإنه يسُر السفارة السويسرية أن تشارك فى إطلاق نتائج استعراض منظمة العمل الدولية حول التلمذة المهنية فى مصر، والذى يهدف إلى المساهمة فى حوار فعال حول السياسات الخاصة بالتلمذة المهنية فى مصر، تماشيا مع رؤية مصر 2030 التى تدعو إلى الزيادة المضطردة فى عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم والتدريب الفنى والمهنى".
وحيث أن منظمة العمل الدولية لديها برنامج عالمى خاص بالتلمذة المهنية عالية الجودة يرمى إلى تعزيز الحوار بين الحكومات والعاملين وأصحاب الأعمال من أجل تحسين جودة التشغيل، والإطار القانونى له، والشراكات ونتائجه عبر نظم التلمذة المهنية على المستوى الوطنى، علاوة على تشجيع تبادل المعرفة على المستوى الدولى.
كما أن سفارة سويسرا فى مصر لديها برنامج شامل خاص بدعم نمو اقتصادى شامل ومستدام مع خلق فرص عمل، ومن بين أهدافه الرئيسية خلق عدد أكبر من وظائف أفضل للمصريين من خلال تنمية المهارات والتدريب وريادة الأعمال.
وجمع هذا الحدث الذى أقيم فى القاهرة- والذى استضافته كل من منظمة العمل الدولية وسفارة سويسرا فى مصر لفيف من صناع القرار من الوزارات المعنية، والجهات الحكومية، وممثلى منظمات أصحاب الأعمال والعمال، وشركاء التنمية، وكذلك السفارات، والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، بهدف مناقشة النتائج المستخلصة من الاستعراض، وتبادل الخبرات، وكذا الانخراط فى الحوار والنقاش حول التلمذة المهنية فى مصر.