قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن لشهر رجب فضائل ونفحات ربانية، فقد خلق الله الكون وجعل بعض الأماكن أفضل من الأخرى، وبعض الأزمان أفضل من بعض، وبعض الأشخاص أفضل من بعض، مضيفًا أن الأزمان كلها محل عبادة وتقرب إلى الله؛ لكن الأشهر المقبلة هى مفضلة عند الله، لذلك يجب أن نكثر فيها من العبادة والتقرب إلى الله، بإحسان القول وإحسان المعاملة مع الناس، وبر الوالدين وغيرها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، كما يجب أن نستفيد من هذه الأيام ولا نضيعها.
وتابع، فى برنامج "حوار المفتى" على قناة "أون لايف"، أن الله تعالى قد فضَّل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على سائر المرسلين وسائر الخلق، مشيرًا إلى أن الشهداء مفضلون عند الله؛ فهم يحاربون اليوم إرهابيين ليسوا على حق، داعيًا الله أن نكون فى درجتهم ورتبتهم فقد ماتوا فى سبيل رسالة شريفة ونبيلة، موضحا أن الرسول كان إذا أقبل شهر رجب يدعو الله أن يبلغه رمضان وهو على طاعة، مؤكدًا أنه لا حرج فى أن يصوم الإنسان فى رجب كما يظن البعض.
وأضاف: "أن الصيام من العادات المستحبة فى كل وقت إلا ما حرم الله مثل صيام يوم عيد الفطر والأضحى وأيام التشريق"، وحول حادثة الإسراء والمعراج وتشكيك البعض فى وقوعها أكد فضيلة المفتى أن حادثة الإسراء والمعراج ثابتة بلفظ القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}؛ إذًا فالقرآن الكريم أثبت وقوع حادثة الإسراء وأخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبلغ عن ربه.
وقال: إن الرسول أمّا الأنبياء وصلى بهم عندما أسرى به؛ مشيرًا إلى أن قضية القدس هى قضية الرسالات السماوية، ولها مكانة كبيرة فى قلب المسلمين لا تقل عن المسجد الحرام والمسجد الأقصى، إن القدس عربية وينبغى التعاون فى سبيل إرجاعه إلى أهله، مشيدًا بمؤتمر القدس الذى عقده الأزهر الشريف.
وأكد أن الإسلام مبنى على اليسر والسماحة، لأننا عندما ننظر إلى الإطار العام للتكاليف الشرعية نجدها لا تخرج عن قدرة الإنسان واستطاعته، فالشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ولا يوجد بها تشدد، وقد أعطانا الرسول النموذج عندما كان يخير بين أمرين فيأخذ بالأيسر.