انطلقت اليوم، الأربعاء، فى مركز إكسبو الشارقة، فعاليات الدورة السابعة من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى الذى ينظمه المركز الدولى للاتصال الحكومى التابع للمكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، بمشاركة أكثر من 40 متحدثا من 16 دولة، 19 جلسة حوارية وملهمة، وسبع جلسات تفاعلية، إضافة إلى عدد من ورش العمل والحلقات التدريبية بالتعاون مع مؤسسة الأمم المتحدة، وتومسون رويترز، ولينكدإن، ويوتيرن، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وافتتح حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الجلسات، مؤكدًا فى كلمته على ضرورة النظر إلى المستقبل والعمل الجاد من أجل التطور دائما ومواكبة العصر، لافتا إلى أن سر نجاح دول مثل اليابان وألمانيا أن شعوبها لم تتوقف عند الهزيمة فى الحرب العالمية إنما عملوا على التقدم والازدهار على عكس أوطاننا التى لم تنجح فى التخلص من هزيمة عام 1967 كما ينبغى.
وتقام هذه الدورة على مدى يومى 28 و29 مارس الجارى تحت شعار "الألفية الرقمية.. إلى أين؟"، بمشاركة مسؤولين رفيعى المستوى من دولة الإمارات وخارجها، إضافة إلى نحو 3000 مشارك من جميع أنحاء العالم، ممن سيتابعون ما يوفره المنتدى من تجارب وخبرات محلية وعالمية رائدة فى مجال الاتصال الحكومى، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا التى تبحث فى "مستقبل الاتصال الحكومى فى عصر المجتمع الرقمى".
ومن أبرز الشخصيات المشاركة فى الدورة السابعة من المنتدى: الدكتورة أمينة غريب رئيس جمهورية موريشيوس، وليخ فاوينسا، رئيس جمهورية بولندا (1990-1995)، وفانيسا دى أمبروزيو، حاكم سان مارينو (2017)، ونورة الكعبى، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومصطفى الخلفى، الوزير المنتدب والناطق الرسمى باسم الحكومة المغربية، ومجد شويكه، وزيرة الاتصالات والمعلومات فى المملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة السفير الدكتور سائد ردايدة، القنصل الأردنى العام لدبى والإمارات الشمالية.
عقد المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، الذى ينظمه المركز الدولى للاتصال الحكومى، ورشة عمل تدريبية لعدد من رؤساءومدراء الدوائر والجهات الحكومية فى الشارقة، هدفت إلى إطلاعهم على أهم الأساسيات المتعلقة بمفهوم السمعة الوطنية للدول، وكيفية تحقيقها، وأهميتها فى تعزيز التنافسية، وذلكعلى هامش فعاليات الدورة السابعة من المنتدى.
وحضر الورشة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ ماجد بن سلطان بنصقرالقاسمى،مدير دائرة شؤون الضواحى والقرى،وسعادة طارق علاى، مدير المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة،وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إلى جانب عدد من رؤساء ومدراء المؤسسات والجهات الحكومية فى الإمارة.
وناقشت الورشة التى قدمها البروفيسور سايمون آنهولت، مؤسس مؤشرات "الدول الجيدة"، و"البلد الجيد"، و"العلامات التجارية للدول"، عدداً من المواضيع المرتبطة بمفهوم السمعة الوطنية، وأساسيات تشكّلها، وأساليب قياسها وإدارتها، ومدى أهميتها، باعتبارها واحدة من العوامل الضرورية لبناء الدولة والمحافظة على ريادتها على الصعيد الدولى.
وناقش آنهولت خلال الورشة أهمية سمعة الدولة فى ظل الواقع الاقتصادى والاجتماعى الذى تشهده، ومدى تأثيره على حضورها بين الدول المتقدمة، مقدماً بعض الأمثلة والعناصر التى تسهم بوضوح فى تعزيز مكانة الدول إقليمياً ودولياً، وتناول عدداً من العوامل التى تؤثر بها الدراسات والاستراتيجيات المجدية التى وضعتها دول عالمية متقدمة بهذا الخصوص.
وقدّم آنهولت رؤيته حول المعايير الخاصة التى تُبنى على أساسها سمعة الدول الجيدة، التى تشتمل على ستّة محاور رئيسة هى الحوكمة، وما تتضمنه من أنظمة الحكم، والسياسات الخارجية والداخلية للدول، وأثرها على الرأى العالمى، والثقافة، والدور الذى تلعبه فى تشكيل الشخصية العامة للدولة، والتكوين السكّانى، والدور الذى يلعبه الفرد فى تكوين الصورة النمطية عن بلاده، والسياحة ومقدراتها، والصادرات الاقتصادية ومعايير الهجرة والترويج لاستقطاب المستثمرين والعقول المفكرة والمبدعة.
وتطرق المستشار فى مجال السياسات إلى آليات جمع المعلومات التى تسهم فى وضع الدول ضمن تصنيف "الدول الجيدة" الذى تندرج تحته50دولة، مشيراً إلى أن هذه المعلومات جمعت بعد دراسات وإحصاءات عالمية شاملة، حول المعايير الستة، وتم على إثرها تحديد موقع الدولة فى سلّم الترتيب.
وأكد آنهولت على أن الحُكم على الدول يكون بناء على ما تفعله لا ما تقوله، مشيراً إلى أن الأفعال التى تقوم بها معظم الدول العالمية تلعب دوراً كبيراً وحاسماً فى تعزيز سمعتها وحضورها ضمن تصنيفات الدول الرائدة والمتقدمة عالمياً، مدللاً على ذلك بالعلامات التجارية التى يتسوق الكثيرون منها حول العالم بناء على بلد المنشأ، والأمر كذلك فى الفنون، والثقافة، والصادرات الاقتصادية والعلمية وغيرها.
وشدد الخبير البريطانى على أن الدول إذا أرادت أن تحسّن من سمعتها عليها أن تحسن من نفسها، ومن الصورة التى تصدّرها للعالم، سواء كانت ثقافية، أو اقتصادية، أو سياسية، مشيراً إلى أن هذا العامل يمكن أن يتحقق من خلال التقرّب أكثر من بلدان العالم، ومدّ جسور التعاون والتبادل التجارى، والدبلوماسى، والثقافى، وغيرها من المكونات الضرورية لبناء السمعة الجيدة.
ولفت آنهولت إلى أن جميع الدراسات التى جُمعت هى انطباعات شخصية من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً على أن الذى يدفع الأشخاص لإعطاء الانطباع الخاص عن الدول لا يعنى مشكلة فى الدولة نفسها، كونه يعتمد على المزاج العالمى العام، الذى يحدده الأشخاص بناء على معرفتهم بالدولة من خلال ما تقدمه عن نفسها للعالم وما تعكسه من سلوكيات ومنهجيات تخدم المجتمع الإنسانى بشكل عام.
ويهدف المنتدى الدولى للاتصال الحكومى إلى عرض أفضل الممارسات المحلية والعربية والدولية فى الاتصال الحكومى، عبر سلسلة من الجلسات الحوارية، ودراسات الحالة، وورش العمل، والعديد من الفعاليات الأخرى المصاحبة التى تتضمن الكثير من الأفكار التى تسهم فى تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار.