أكد سفير بنجلاديش بالقاهرة، محمد على ساركار، حرص بلاده على تنمية العلاقات الاقتصادية مع مصر خلال المرحلة القادمة، خاصة فى ظل جهود التنمية التى تتبناها الدولتان حاليا، مشيرا إلى أن بلاده نجحت فى تحقيق تقدم اقتصادى خلال المرحلة السابقة أسوة بما تم فى مصر.
وأضاف السفير البنجالى، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، أن بلاده تسعى خلال المرحلة القادمة للاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال الكهرباء والطاقة، وذلك فى ظل التقدم الملموس التى شهدته مصر خلال الفترة السابقة.
وأشار فى هذا الصدد إلى أن وفدا من احدى شركات "الكابلات" الكهربائية قام بزيارة بنجلاديش مؤخرا، للتعرف على وضع البنية التحتية فى مجال الكهرباء، واكتشاف فرص الاستثمار فى هذا المجال ،ولفت إلى أن بنجلاديش لديها استثمارات حاليا فى منطقة قناة السويس فى مجال صناعة الملابس الجاهزة، معربا عن أمله فى زيادة تلك الاستثمارات خلال المرحلة القادمة، والاستفادة من اتفاقيات "التجارة الحرة" الموقعة بين مصر وعدد من الدول بهدف زيادة صادراتها.
يذكر أن بنجلاديش تعد ثانى أكبر دول العالم فى مجال تصدير الملابس الجاهزة، ويعمل بها حوالى 4 ملايين عامل، وتهدف الى زيادة صادرتها من الملابس الجاهزة الى 50 مليار دولار بحلول عام 202، وأوضح السفير فى سياق تصريحه أن الاستثمارات المصرية فى بنجلاديش تغطى مجال الاتصالات ، حيث تمتلك احدى شركات الاتصالات واحدة من أهم شبكات "المحمول" فى البلاد هى ك "بنجالينك" منوها بالسعى لتطوير قطاع الاتصالات ليشمل كل قطاعات الدولة، جدير بالذكر أن إحدى المجموعات المالية افتتحت فرعا لها فى العاصمة البنجالية ( دكا ) وذلك خلال يناير الماضى لخدمة عملائها فى التعرف على فرص الاستثمار المتاحة فى بنجلاديش واقتناصها.
وعلى صعيد التعاون فى مجال السياحة، أكد السفير ساركار، أن مصر تعد احدى الدول المتقدمة فى مجال صناعة السياحة حيث استطاعات تحقيق عائدات تصل الى 10 مليارات دولار عام 2010، موضحا ان بلاده تسعى إلى زيادة التعاون بين البلدين فى هذا المجال، والاستفادة من الخبرات المصرية، وأإن بلاده أطلقت "مؤخرا" حملة لدعم السياحة وزيادة أعداد السائحين الوافدين إليها.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وبنجلاديش لازال بحاجة الى تطوير، مشددا على ضرورة العمل على زيادته خلال المرحلة القادمة ليرتقى الى مستوى العلاقات التى تربط البلدين، وأوضح أن الصادرات المصرية تشمل مواد البناء، والمواد الصخرية، والمعادن ، والمنتجات البلاستيكية، فيما تشمل الواردات من بنجلاديش: الملابس الجاهزة، والشاى، والأدوية، وبعض المتنجات الزراعية.
وقال إن مصر وبنجلاديش متفقان فى رؤيتهما حول التنمية الاقتصادية ، مؤكدا سعى بلاده لتكون واحدة من أفضل ثلاثين دولة من حيث حجم الناتج المحلى الاجمالى بحلول عام 2030 ، حيث نجحت فى تحقيق معدل نمو بلغ 7.28% خلال العام الماضى، وأوضح ساركار، أن بنجلاديش تحتل المرتبة الـ32 كأكبر اقتصاد فى العالم متوقعا أن ترتفع الى المرتبة الـ23 بحلول عام 2050 وأكد ساركار أن الاستثمار فى البشر لاسيما التعليم والصحة يعتبران السبب الرئيسى فى نهضة بنجلاديش خلال السنوات العشر الماضية.
وأكد السفير البنجالى فى ختام تصريحه أن بلاده نجحت خلال مارس الجارى فى تحقيق "المعايير الثلاثة" اللازمة للخروج من قائمة الدول "الأقل نموا" للدول النامية والتى تشمل: الدخل القومى الإجمالى للفرد ، ومؤشر الأصول البشرية، ومؤشر الضعف الاقتصادى.