نظمت مؤسسة المرأة الجديدة اليوم، الخميس، حلقة نقاشية بعنوان "تعليم ضد التمييز" بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة إذ اتفق الحاضرون على ضرورة إعادة النظر فى المناهج المصرية من زاويتى التمييز الدينى والتمييز ضد المرأة.
وقال الدكتور كمال مغيث، الباحث فى مركز البحوث التربوية، إن الإخوان كانوا يفضلون مهن التعليم لأنها تمكنهم من التسلل للعقول بشكل أسرع كما أن قياداتهم التاريخية كانوا من المعلمين مثل حسن البنا وسيد قطب لافتًا إلى أن معلمى الجماعة سافروا للخليج وعادوا بأفكار حنبلية متشددة فرضوها على المدارس التى تأثرت بوجودهم وصار المناخ التعليمى كله محفزًا للتمييز.
وأشار مغيث إلى أن الخطاب الدينى المتشدد صار حاضرًا فى الكثير من المناهج محذرًا مما أسماه بالمنهج الخفى وهو مجموع المعارف والخبرات الحياتية التى تقدم للتلاميذ وتسهم بشكل فعال فى تشكيل آرائهم واتجاهاتهم دون أن تكون واردة فى مناهج مكتوبة.
واعتبر مغيث أن الإدارة المدرسية تلعب دورًا بارزًا فى تحفيز العقول وتغيير البيئة المدرسية التى تسهم فى دفع قضية التمييز أو تغييرها مشددًا على ضرورة إعادة النظر فى مناهج التربية الدينية واستبدالها بكتب الأخلاق.
أما الدكتورة فاتن عدلى الخبيرة التربوية فعرضت اتفاقية مناهضة التمييز فى التعليم التى وقعت عليها مصر مشددة على أن الاتفاقية تنص على عدم فرض أوضاع لا تتفق مع كرامة الإنسان.
وأشارت فاتن إلى أن بعض مناهج التعليم ضد الهوية الوطنية وضد الحداثة خاصة مناهج اللغة العربية، التى تدرس منذ أكثر من 40 عاما ولم تتغير ولا تراعى متغيرات العصر.
ولفتت فاتن إلى أن المعلمين يمارسون التدريس بنظام معين هو تحضير الدرس دون أى ابداع وكذلك تم ربط ترقياتهم بالحصول على برنامج تدريبى دون النظر لمعيار الكفاءة مشيرة إلى صعوبة تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد الذى يتطلب امتلاك الطلاب كمبيوتر وانترنت وهو ما لا يتوافر فى مدارس القرى الفقيرة.
وحذرت فاتن مما وصفته بالتدنى المرعب فى مستوى اللغة العربية لدى المعلمين والطلاب على حد سواء حتى أن البعثات الأجنبية تستهدف معلمى اللغات الأجنبية.
من جانبه، استعرض مجدى عبد الحميد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمشاركة المجتمعية تجربة جمعيته مع نشر حقوق الإنسان والمواطنة بين طلاب المدارس من سنوات حيث نظمت الجمعية مسابقات بين نوادى حقوق الإنسان فى المدارس وحققت نتائج طيبة ونشرت الوعى الحقوقى حتى تم إيقاف المشروع.
وقال عبد الحميد إن معلمى المدارس البعيدة شاركوا فى هذه التجربة مقابل حوافز مالية ساعدت على تغيير قناعاتهم تجاه قضايا حقوق الإنسان.
وفى نهاية الندوة أوصى الحاضرون بضرورة إعادة النظر للمناهج المصرية من زاوية التمييز ضد المرأة والتمييز الدينى مؤكدين أن المناهج تكرس صورة واحدة للمرأة وهى المنشغلة بالأعمال المنزلية متجاهلة إسهاماتها الفكرية والمجتمعية.