كشف الدكتور سامح شاهين أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس، خلال مؤتمر الأهرام لصحة الشباب المنعقد حاليا بالقاهرة، أن أمراض القلب فى مصر حدث فيها تغير، حيث أنه منذ 30 عاما كنا نتحدث عن الحمى الروماتيزمية، ولكن حدث انخفاض فى أمراض الصمامات الناتجة عن الحمى الروماتيزمية، وزيادة أمراض الشرايين التاجية، موضحًا أن السبب فى ذلك أن الحمى الروماتيزمية ناتجة عن التهاب الحلق الناتج عن الميكروب السبحى، والذى أصبح علاجه سهل ومتيسر لكل الأسر بعد توفير حقن البنسلين طويل المفعول، ما أدى إلى انخفاض كبير فى الحمى الروماتيزمية فى مصر.
وأضاف: "فى حين زادت أمراض الشرايين التاجية الناتجة عن أمراض العصر مثل قلة الرياضة، والسمنة، والضغط، وأصبحت هى الأمراض المسيطرة على أمراض القلب الآن"، موضحًاأنه فى دراسة لمنظمة الصحة العالمية، تبين ارتفاع نسبة السمنة بين السيدات المصريات بنسبة 47 %، وهى من أعلى النسب العالمية، وهذه النسبة مرتبطة بحدوث أمراض الضغط والسكر وارتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، ما أدى لارتفاع أمراض الشرايين التاجية بين المصريات على عكس الاعتقاد الشائع أن النساء محميات من أمراض القلب نتيجة الهرمونات الأنثوية، بينما الحقيقة هو أن السبب الأول للوفيات فى السيدات هو أمراض القلب والشرايين التاجية وليس سرطانات الثدى، أما بين الرجال فكان ارتفاع نسبة التدخين لـ 49 % بين الرجال أعلى النسب العالمية، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بجلطات القلب والمخ.
وتابع : "الملاحظة المهمة أن متوسط أعمار المصابين بأمراض القلب فى مصر هو أقل 12 سنة عن مثيلة فى الدول الغربية، مما يعنى أن الإصابة بأمراض القلب منتشرة بين الشباب المصريين لدرجة أننا من الدارج الآن أن نشاهد جلطات القلب فى سن 35 إلى 40 سنة، موضحًا أنه يتم إجراء القسطرة القلبية لأعمار من 45 إلى 50 سنة وهى أعمار صغيرة جدا فى الدول الغربية، وهو ما يعنى أننا أمام ظاهرة تعرض شباب المصريين للخطر نتيجة ارتفاع نسبة التدخين والسمنة، والبعد عن الأكل الصحى وممارسة الرياضة بانتظام، مناشدًا الدولة بضرورة وضع برامج تستهدف الشباب للوقاية من أمراض القلب، ومسبباته مثل التدخين والسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم، وأن تكون هناك برامج قومية تماثل القضاء على فيروس سى.
وأضاف أنه فى مبادرة قوية من وزير الصحة والسكان وأصدر الدكتور أحمد عماد الدين راضى قرارا بتشكيل اللجنة القومية لعلاج جلطات القلب الحادة على مستوى الجمهورية، وهى اللجنة التى ستتولى تشكيل استراتيجية قومية لسرعة تشخيص وعلاج جلطة القلب الحادة، ووضع البرامج اللازمة للوقاية من أمراض القلب، وعوامل الخطورة المسببة له، وهو ما ينعكس بالإيجاب على صحة المواطن المصرى.