أضواء حديثة تملأ أرجاء المكان، زينة تمنحه جوا خاصا، مجموعة من الأصدقاء يسيرون جنبا إلى جنب، وأصوات ضحكاتهم تتعالى وتملأ المكان بهجة، وسعادة، يحملون تليفوناتهم ويلتقطون صور لتخليد مرورهم بهذا الشارع وهذه المنطقة، ثنائى يمسك كل منهما بيد الآخر فى جو شاعرى، وعائلة مكونة من أب وأم وأولادهم، قرروا المرور بالشارع لقضاء أوقات ممتعة والترويح عن أنفسهم.
الحديث هنا ليس عن شارع بمدينة النور العاصمة الفرنسية بباريس، بل عن شارع مصرى بامتياز، شارع مصرى أصيل فى قلب العاصمة، القاهرة الخديوية، ويحمل اسم "الشريفين" فى قلب منطقة البورصة، أحد أبرز المناطق بوسط البلد، وأكثرها تاريخية وآثرية، يأتيها المواطنين والسايح من كل صوب وحدب، لرؤية عمارتها المميزة، والتى ضاهت العمارة الأوروبية، وجمالها فاق جمال مدن القارة العجوز، القاهرة الخديوية، والتى أعادتها التجديدات التى اتخذتها محافظة القاهرة على عاتقها، ضمن أبرز المناطق السياحية المستهدفة جذب المهتمين بالمناطق التاريخية.
شارع الشريفين، تحول لتحفة بعد تجديد كافة المبانى والعقارات التى تطل على الشارع، وأبرزها متحف البورصة المصرية، وعدد كبير من البنوك، والتى بنيت بطراز قديم، لتواكب أصالة وعراقة منطقة وسط البلد، وعقار يعود تاريخه لعام 1905، وتحويل الشارع لمتحف مفتوح، ضمن خطة لتطوير القاهرة الخديوية بأكملها.
الشاب أحمد هشام المحامى، يقع مقر عمله فى عقار بشارع الشريفين، قال لـ"انفراد"، إنه سعيد بشدة بالنقلة الحضارية التى حدثت بالشارع، والزينة المعلقة به على حد وصفه، موضحا أن المقاهى التى كانت موجودة سابقًا فى الشارع كانت تشوه الوجه الحضارى للشارع والمنطقة بشكل عام.
لتلتقط منه الشابة ندى أطراف الحديث، والتى تعمل بنفس العقار، مشيرة موضحة أنها برفقة شقيقتها وصديقتها، للاستمتاع بجمال المكان والشارع بعد تحويله لتحفة فنية، مشددة على السعادة الغامرة التى تملأها بسبب إزالة المقاهى والتى كانت تسبب زحام شديد، وتمثل وجه غير حضارى للشارع التاريخى.
"عم عبده" يقول إنه يعمل كبواب فى الشارع منذ بداية الثمانينيات، رحب بالتطوير الذى نفذته المحافظة بشارع الشريفين، قائلا: "الوضع أفضل بكتير من القهاوى والمخدرات، والقرف اللى كان فى الشارع"، ويستكمل: "كده الشارع نضف ويكون مكان لو حد عايز يتفسح فيه ويجى يشوف جمال الشارع الحقيقى".