بطولات تتجسد فى رجال واجهوا الموت بصدر رحب، لم يشعر أى منهم بالخوف، بل كان التضحية والفداء واجب عليهم، يحمون بأجسادهم الوطن، ولذلك بقى الوطن وبقيت أساطيرهم تحكى على مرالأجيال، بل وورثها من خلفهم وظلت التضحية من أجل الوطن عنوان للقوات المسلحة المصرية.
اليوم نلتقى أحد الأبطال العظام الذين عاصروا يوم تحرير سيناء 25 أبريل 1982، على أرض الواقع، وكانوا أحد شهوده، يحكون تفاصيل ماجرى وماكان سيجرى وقتها وتم العدول عنه.
يقول العقيد حلمى زكى، أحد أبطال سلاح المشاة، فى حرب أكتوبر 1973، بأنه كان أحد المشاركين يوم 25 إبريل 1982، والذى شهد رفع العلم المصرى على أرض الطور فى سيناء، وأعلن فيها اليوم عيدا قوميا لتحرير شبه الجزيرة السيناوية، مؤكدا أنه يوم صعب، ساد فيه الصمت، وارتفعت فيه الأفكار عنان السماء، فالكل يبحث عن طريقة لإتمام مهمته.
وأوضح العقيد حلمى زكى، أنه شارك فى ذلك اليوم باعتباره أحد ضباط الجيش المصرى، ضمن مقاتلين آخرين، كان عليهم الحضور ذلك اليوم، حيث تم تلقينهم فى وزارة الخارجية فى كيفية التعامل مع العدو الإسرائيلى، باعتبار أن ذلك اليوم هو المواجهة السلمية الأولى دون سلاح بين الطرفين.
وشدد البطل المقاتل حلمى زكى، أنه شعر وقتها بعزة وكرامة مصر وذلك بنزول العلم الاسرائيلى، ورفع العلم المصرى، حينها رأى الدموع منه ومن الطرف الآخر أيضا، فقال فى نفسه: "تلك دموعالفخر والكرامة، بينما دموعهم هم على أرض ليست أرضهم وعلى تراب ليس ترابهم، فهم يريديون ايصال رسالة على عكس الواقع والحقيقة".
ويقول العميد البطل حلمى زكى، أن أسعد لحظات حياته فعليا هو وقت نزول العلم الإسرائيلى، إيذانا بإعلان تحرير سيناء بشكل كامل، باستثناء طابا التى تم تحريرها عام 1989، بعد مفاوضات شاقة بين الجانبين، انتهت بفوز مصر بحقها.
وعن أجواء الحرب والسلام، يؤكد العميد حلمى زكى، أن كافة أسلحة الجيش تم تطويرها وقتها، مثلما يحدث الآن، بل تم شراء منظومات تسليح حديثة فى ذلك العصر، وطائرات ودبابات جديدة، حيث تم تدريب الأبطال على كيفية الاستخدام فى العمليات للمعدات الموجودة لتحقيق الاستفادة القصوى منها.