هل سيحاسبنى الله عز وجل فى الآخرة على ذنب أخذت عليه عقوبة فى الدنيا؟، سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمى للفتاوى الإلكترونية، كالآتى: لا شك أن الله عز وجل غفور رحيم، وأنه جل جلاله يغفر الذنوب، ويمحو الخطايا والعيوب، فإذا أذنب العبد ذنبًا وتاب إلى ربه وأناب، فإن الله يقبل التوبة عن عباده، يقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
وتابع: وإذا ارتكب الإنسان ذنبًا، وانتهك حدًا من حدود الله عز وجل، وأقيم عليه العقاب فى الدنيا، وتاب إلى ربه وأناب، وأقلع عن ذنبه، وندم على فعله، ورد المظالم إلى أهلها، فالمرجو أن الله سبحانه وتعالى لا يكرر عليه العقاب فى الآخرة، وهذا ما يستفاد من النصوص الشرعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن سيدنا عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وحوله بعض أصحابه: «بَايِعُونِى عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِى مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِى الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إلى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ» فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ.
وقد روى عَنْ سيدنا عَلِى رضى الله عنه، عَنِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَ حَدًّا فَعُجِّلَ عُقُوبَتَهُ فِى الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّى عَلَى عَبْدِهِ العُقُوبَةَ فِى الآخِرَةِ... ».
وعلى مرتكب الذنب المداومة على الطاعات وأفعال الخير فـ{الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، وأن تقلع عن الذنب، وتندم على فعله، وترد المظالم إلى أهلها. نسأل الله لكم العفو والعافية فى الدين والدنيا والآخرة.