أقام "لى هسين لونج"، رئيس وزراء جمهورية سنغافورة، اليوم الخميس، مأدبة عشاء رسمية على شرف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الذى بدأ اليوم زيارة إلى سنغافورة، تستمر ثلاثة أيام، فى ثانى محطات جولته الآسيوية.
وأعرب الإمام الأكبر عن سعادته بزيارة سنغافورة، وبحفاوة الاستقبال التى لقيها، مشيرا إلى أن سنغافورة تشكل نموذجا مهما في التعايش الإيجابى بين مختلف الأديان والأعراق والثقافات، ولديها تجربتها المهمة فى المزج بين التقدم الاقتصادى والتكنولوجى والتعليمى وبين الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية.
وأوضح أن المئات من طلاب سنغافورة يدرسون فى الأزهر، وهم يتميزون بالجد والانضباط، وأن الأزهر حريص على تزويدهم مع زملائهم من الطلاب الوافدين، الذين يقدر عددهم بأكثر من 33 ألف طالب، بتعاليم الإسلام السمحة، وفقا للمنهج الأزهرى الوسطى، القائم على التعددية وقبول الرأي الآخر ورفض الإقصاء أو التمييز، والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش الإيجابى بين أبناء المجتمعات.
واستعرض الإمام الأكبر الدور الذى يقوم به مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية في رصد ومتابعة وتفنيد شبهات الجماعات الإرهابية، عبر الفضاء الإلكترونى من خلال 12 لغة، كما أشار فضيلته إلى جهود مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم السلام والحوار والتعايش، من خلال المؤتمرات والندوات وقوافل السلام، التى تجوب كافة أنحاء العالم، للتعريف بسماحة الإسلام ووسطيته، وفتح حوار مع أتباع مختلف الأديان والحضارات.
وأكد الإمام الأكبر على استعداد الأزهر لتعميق التعاون مع سنغافورة، في إطار العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تجمع بين مصر وسنغافورة، سواء من خلال استقبال الأئمة السنغافوريين لتدريبهم فى الأزهر، أو إيفاد مبعوثين من الأزهر لتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية، أو عقد اتفاقات تعاون وشراكة بين جامعة الأزهر والجامعات والمؤسسات التعليمية فى سنغافورة.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء السنغافورى "لى هسين لونج"، بزيارة فضيلة الإمام الأكبر، موضحا أن الأزهر يحظى باحترام واسع من السنغافوريين، لمنهجه الوسطي، البعيد عن التطرف والإقصاء، كما أن خريجيه يتولون جميع المناصب الدينية في سنغافورة، ويساهمون بقوة في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء المجتمع، وفي التصدي للأفكار المتطرفة، وهو ما يفسر حرص مسلمى سنغافورة على إيفاد أبنائهم للدراسة في الأزهر، مشيدا بكونه مؤسسة عالمية مستقلة لا دخل لها بالسياسة.
وأعرب رئيس وزراء سنغافورة عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع الأزهر، والاستفادة من تجربته في التصدي للأفكار المتشددة والجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أنه سمع بنشاط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ويود تعزيز التعاون معه، لمواجهة أفكار الجماعات الإرهابية، التي أصبحت تشكل خطرا يهدد استقرار الكثير من المجتمعات، وهو ما يتطلب دعم وتعزيز دور وجهود المؤسسات المعتدلة، مثل الأزهر.
حضر مأدبة العشاء من الجانب السنغافوري: فيفيان بالاكريشنان، وزير الخارجية، ود. محمد مالكى عثمان، كبير وزراء الدولة لشئون الخارجية والدفاع، الوزير المرافق لفضيلة الإمام الأكبر، وآنا سام، كبيرة وزراء الدولة لوزارة الاتصالات والمعلومات ووزارة الثقافة والشباب، ود.يعقوب إبراهيم، وزير الاتصالات والمعلومات والشؤون الإسلامية السابق، والدكتور محمد فتريش، مفتي جمهورية سنغافورة، وحاج عبد الرزاق مايكار، مدير المركز الإسلامي في سنغافورة.
ومن الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر: أ.د.محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والسفير محمد أبو الخير، سفير مصر فى سنغافورة، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الازهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.