"آسف إنى هاصدمكم .. بس احنا بنصوم رمضان كامل صح مرة واحدة كل 36 سنة ومرتين جزء منه صح.. والباقى بنصوم شهور تانية خالص.. آسف مرة تانية.. وكل ليلة النصف من ربيع الثانى وأنتم بخير وسعادة" العبارة التى اختتمت بها تدوينة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، والتى يجدد صاحبها الجدل حول التقويم الهجرى وأن به خطأ تسبب فيه إلغاء أيام النسيء عندما أقره سيدنا عمر بن الخطاب.
وأضاف صاحب التدوينة أن أشهر السنة الشمسية والقمرية كانت مرتبة بحيث أن المحرم (يبدأ بالقمر المولود فى ديسمبر) جمادى الأولى (يبدأ بالقمر المولود فى يناير) جمادى الثانية (يبدأ بالقمر المولود فى فبراير) ربيع الأول (يبدأ بالقمر المولود فى مارس) ربيع الثانى (يبدأ بالقمر المولود فى أبريل) صفر (يبدأ بالقمر المولود فى مايو) رجب (يبدأ بالقمر المولود فى يونيو) شعبان (يبدأ بالقمر المولود فى يوليو) رمضان (يبدأ بالقمر المولود فى أغسطس) شوال (يبدأ بالقمر المولود فى سبتمبر) ذو القعدة (يبدأ بالقمر المولود فى أكتوبر) ذو الحجة (يبدأ بالقمر المولود فى نوفمبر)، ولكن إلغاء أيام النسيء التى توازن اختلاف الدورة القمرية عن الشمسية تسبب فى تحريك الشهور الهجرية.
وردًا على هذا الجدل قال الدكتور عبد المقصود الباشا، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية فى جامعة الأزهر، إن الشهور العربية لم يضعها سيدنا عمر بن الخطاب، وإنما هى موجودة منذ الأزل، مشيرًا إلى أن هناك فارقًا بين الشهور القمرية والشهور العربية، فالشهور القمرية هى التى ذكرها الله عز وجل فى كتابه العزيز "وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ" وكذلك فى الآية الكريمة " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" أما التقويم العربى فموجود قبل الإسلام بمئات السنوات واكتسبت الكثير من الشهور العربية أسماءها من وقت تسميتها، فجاء ربيع الأول لأن وقت تسميته كانت النباتات تزهر وجاء اسم شهر رمضان نسبة إلى الرمض أو الحر.
وأضاف لـ"انفراد": عمر بن الخطاب لم يضع التقويم العربى وإنما فقط ربطه بالهجرة، واستخدم نفس أسماء الشهور ونفس التقويم العربى، ومن الطبيعى أن تختلف مواقيت الشهور الهجرية مع الميلادية لأن الأولى تقل عن الثانية فمستحيل أن يأتى شهر قمرى 31 ولا 28 يومًا وإنما فقط يمكن أن تأتى 30 يومًا أو 29.
بدوره استنكر د.أيمن فؤاد السيد، المؤرخ والمفكر أستاذ التاريخ الإسلامى، تداول مثل هذه الأفكار وقال لـ"انفراد": "هذه الأفكار ابتدعها يوسف زيدان ولا يجب تكرارها لأنها ترسخ عند الناس مفاهيم مغلوطة وتروجها"، وأضاف: "منذ 1400 سنة نتتبع الهلال لتحديد الأشهر الهجرية فما الذى تغير الآن؟ ومن المنطقى أن تتنقل مقابلة الشهور الهجرية مع الميلادية لأن شهور السنة الهجرية يمكن أن تكون 29 يومًا أو 30 يومًا حسب الهلال، ولكن شهور السنة الميلادية ثابتة، بعضها يصل إلى 31 يومًا".
وكان الجدل حول التقويم الهجرى وموعد شهر رمضان أثير للمرة الأولى عام 2016 حين صرح الدكتور يوسف زيدان الباحث والروائى فى مقابلة تليفزيونية أن شهرًا هجريًا تم حذفه من الشهور المتعارف عليها سبب ارتباكًا فى التقويم الهجرى لأنه كان "رمانة الميزان" لهذا التقويم. وأضاف خلال المقابلة أن شهر رمضان كان من المفترض أن يأتى دائمًا بعد انتهاء الصيف، ولكن فى هذه الأيام يأتى وسط الصيف وأحيانًا فى الشتاء بسبب هذا الخلل فى التقويم.