بعد إعلان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، عقب لقائه مع السلطان «حاج/ حسن البلقية»، سلطان سلطنة بروناي، في قصر «استانة نور الإيمان» بالعاصمة بندر سري بيغاوان، عن إنشاء فرع جديد للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في سلطنة بروناي يرتفع عدد فروع المنظمة عبر العالم إلى 17 فرعا، إضافة إلى 8 فروع أخرى تحت التأسيس.
وقد كان لافتا حرص الإمام الأكبر خلال جولته الآسيوية الحالية، والتي شملت إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي، على الالتقاء بخريجي الأزهر في الدول الثلاثة، والاطمئنان على أحوالهم، وعلى تمسكهم بما تعلموه في الأزهر الشريف، مبديا سعادته وفخره بما شاهده من تقلد خريجي الأزهر لمعظم المناصب الدينية في الدول الثلاثة، وأن من بينهم من يتولى منصب الوزير والمحافظ والسفير والقاضي، ومنهم أستاذ الجامعة، وأنهم جميعا يساهمون بقوة في تنمية ورقي بلادهم، ويعززون قيم التسامح والتعايش بين أبناء وطنهم.
وخلال زيارته لإندونيسيا، ترأس فضيلة الإمام الأكبر المؤتمر العام لخريجي الأزهر في إندونيسيا، الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف خريج، وأعلن فضيلته أنه لدى عودته للقاهرة، بمشيئة الله، سوف يصدر قرارا بإنشاء وحدة خاصة للتواصل مع خريجي الأزهر في إندونيسيا، مؤكدا أنهم كنز ثمين يجب أن نستثمره.
وتكرر المشهد في سنغافورة، حيث التقى الإمام الأكبر مع خريجي الأزهر، معربا عن سعادته بما سمعه من رئيس وزراء سنغافورة من أن خريجي الأزهر يتولون كافة المناصب الدينية في البلاد، وأن سنغافورة تعتز بالأزهر ومنهجه الوسطي.
وتكرر المشهد للمرة الثالثة في سلطنة بروناي، التي يبلغ عدد خريجي الأزهر فيها نحو 670 خريجا، وهو رقم ضخم بالنسبة لعدد السكان اللي يبلغ 400 ألف نسمة، ويتولى هؤلاء الخريجون العديد من المناصب الرفيعة في البلاد، خاصة في المؤسسات الدينية والقضائية، ومن بينهم وزير الشئون الدينية الحالي "حاج/ بدر الدين عثمان"، وقد شدد سلطان بروناي خلال استقباله للإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف يحظى بمكانة مميزة لدى شعب بروناي، قائلا: "نحن يا فضيلة الشيخ نحب الأزهر حبا جما ونجل علماءه"، لأنه يقوم بإعداد علماء دين قادرين على تبصير الناس بشؤون دينهم، لذا يحرص أبناء بروناي منذ أكثر من نصف قرن على إرسال أبنائهم للدراسة في الأزهر، والنهل من منهجه الوسطي المعتدل.
ويحرص الإمام الأكبر على الاجتماع بشكل دوري على رؤساء فروع المنظمة، وعُقد آخر هذه الاجتماعات على هامش فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في يناير الماضي، حيث وجه فضيلته عدة نصائح لقادة المنظمة، دعاهم خلالها للتأكيد على ضرورة الاندماج في المجتمع والتواصل الإيجابي مع أفراده، فالأزهري لا ينفصل عن الناس ولا يخالفهم، ما دامت تصرفاتهم لا تخالف الشريعة، والإسلام لا يحب النزعة الانفصالية، ويحث المسلم على التفاعل البناء والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
وجاءت فكرة إنشاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر خلال الملتقى العالمي لخريجي الأزهر الذي انعقد في الفترة من 11 إلي 13 إبريل 2006 بالقاهرة، وذلك بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة، والمتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كل ربوع المعمورة، وإحياء الدور العالمي للأزهر ومنهجيته الوسطية، والحفاظ على هوية الأمة وتراثها، والدفاع عن قيم الإسلام، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمة دولية غير حكومية بعد توقيع اتفاقية بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.
وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية، وفقًا للقانون المصري على يد مجموعة من كبار العلماء وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر آنذاك، الذي شدد –حينئذ- على أن المنظمة هي بمثابة بوتقة ينصهر داخلها جميع خريجي الأزهر في شتى بقاع المعمورة، وأنها تسعى جاهدة لتصحيح صورة الإسلام فضلًا عن رعايتها للطلاب الوافدين.
وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر، منح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة.. المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الصفة الاستشارية الخاصة، وهو ما يمكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرح