غادر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، سلطنة بروناى، مختتمًا بذلك جولة آسيوية استمرت نحو عشرة أيام وشملت إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي، وحظيت الزيارة بحفاوة بالغة في محطاتها الثلاث.
وكان في وداع فضيلته بالمطار وزير الشئون الدينية في سلطنة بروناي "حاج بدر الدين عثمان"، والسفير جمال عبد الرحيم، سفير مصر غير المقيم لدى سلطنة بروناى.
وخلال زيارته لسلطنة بروناي، التقى فضيلة الإمام الأكبر مع "حاج/ حسن البلقية"، سلطان بروناي، حيث أعلن فضيلته عقب اللقاء أنه جرى الاتفاق على إقامة فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في سلطنة بروناي، وعلى إقامة مركز لتعليم اللغة العربية، وتخصيص 30 منحة لطلاب بروناي للدراسة في الأزهر، وتعيين مفتي بروناي عضوا في مجلس حكماء المسلمين، بينما أعرب سلطان بروناي عن شكره للأزهر الشريف، قائلا: "نشكر الأزهر على تعليم أبنائنا، وندعو الله أن يحفظ الأزهر وشيخه الأكبر وعلماءه، وأن تظل أبوابه مفتوحة لأبنائنا، فنحن يا فضيلة الشيخ نحب الأزهر حبا جما ونجل علماءه".
وأقام وزير الشئون الدينية "حاج/ بدر الدين عثمان" مأدبة عشاء على شرف فضيلة الإمام الأكبر والوفد المرافق له، بحضور كبار المسئولين في وزارة الشئون الدينية والمؤسسات القضائية، وعدد من خريجي الأزهر الشريف، كما اصطحب الوزير فضيلة الإمام الأكبر في جولة نهرية للتعرف على معالم سلطنة بروناي، وما تزخر به من مزارات تاريخية وطبيعية.
وسبقت تلك الجولة زيارة قام بها فضيلته إلى المتحف الملكي، حيث قدم مسئولو المتحف شرحا عن أبرز مقتنياته، التي تعبر عن أهم المحطات التاريخية لسلطنة بروناي وسلاطينها.
وفى اليوم الثاني للزيارة، ألقى الإمام الأكبر محاضرة عن "التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في مواجهة الإرهاب"، في مركز المؤتمرات الدولي، بحضور جميع وزراء الحكومة وكبار قيادات الدولة في سلطنة بروناي، وركز فضيلته على تفنيد المزاعم التي تريد ربط الإرهاب بالإسلام، مشددا على أن المسلمين هم الضحية الأولى لتلك الجماعات الإرهابية، وأن الحرب تشكل فى الإسلام استثناء لا يُلجَأُ إليه إلَّا بحُكم الضَّرورات القُصوَى.
واختتم الإمام الأكبر زيارته لسلطنة بروناي، بتفقد المدرسة العربية الثانوية للبنات، حيث أبدى سعادته بالمستوى المتميز للطالبات، وبلغتهن العربية الجميلة والمنضبطة، وبالنظام المتطور الذي تطبقه المدرسة، وتمنى أن يأتين جميعا للدراسة في الأزهر، كي يزددن علما وفهما للدين والدنيا.
رافق فضيلة الإمام الأكبر خلال الزيارة وفد يضم الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.