" يا ورد المقابر يا أخضر "نداءات لسيدات تظهر عليهن علامات الشقاء تقفن وأمامهن طاولة عليها زهور من نوع خاص أكثرها من الجريد الأخضر والورود ذبلت من شدة حرارة الشمس.
من أشهرهن وأقدمهن "عزيزة أحمد" تبلغ من العمر 80 سنة، وتعمل في تلك المهنة منذ بلغت الأربعين عامًا بعد وفاة زوجها الذى كان يعمل حارس لأحد المقابر وترك لها ثمانية أبناء 3 أولاد و5 بنات ، عكفت السيدة العجوز على أبنائها فتعلم أكثرهم وزوجتهم جميعهم، حتى أصبح لديها 36 حفيد .
تقول عزيزة أحمد: أعرف احفادى جميعهم فكلهم قطعة منى يأتون إليً ويقضون معى الأجازات، أبنائى يعيشون حياة كريمة ولا يحتاجون إلى عمل شاق كهذا، وتؤكد"عمرى ما بهدلتهم ولا شغلتهم في يوم من الأيام "، ولكنى أعمل حتى الآن بسبب تعودى على العمل ، كما أنها مهنة بسيطة تعتمد على يومى الخميس والجمعة فقط بالإضافة إلى المواسم الدينية والأعياد .
وأضافت "عزيزة" هناك مشاتل عديدة في قرية المناشي ومدينة القناطر الخيرية، أقوم بالاتفاق مع أصحابها على توريد الزهور في أيام العمل، أستيقظ من الصباح الباكر وأتسلم الزهور وأبدأ في تقطيع الجريد الأخضر وتشكيل "بوكيهات" ورد صغيرة تجذب زائرين المقابر، وتابعت :أشترى الـ1000 وردة بسعر 150 جنيه أبيع البوكية الواحد بـ 5 جنيهات، ويزدات الطلب على بضائعى خاصة في الأعياد ونصف شهر شعبان، حيث تكون هناك زيارات كثيرة من أهالى الموتى ، استدعت "عزيزة" ذكرياتها فقالت :عاصرت أزمنة كثير ملكية أو جمهورية ؛فكانت أيام تملؤها البركة والخير وكان الحال غير الآن فالناس كانوا يملؤهم الرضا بلقمة العيش البسيطة، وكانوا كرماء لم نرى الفصال إلا في هذه الأيام.
قالت السيدة العجوز لـ"فيديو7" قناة انفراد المصورة، أنها لا تحتاج إلى شيء في هذه الدنيا سوى الستر والبركة في أولادها وأحفادها .