أكدت مناقشات المؤتمر العالمى للمجتمعات المسلمة المنعقد فى أبوظبى لليوم الثانى أهمية تنسيق الجهود فى إطار مؤسسى متميز للاستفادة من الجاليات المسلمة فى العالم وتفعيل التواصل البناء بينهم والاهتمام بتعلم اللغة العربية وبالخطاب الدينى الرشيد المعتدل للتصدى لظاهرتى الإسلاموفوبيا والخوف السياسى من تنامى التواجد الإسلامى فى الغرب بالتأكيد على قيم السلام والحوار وقبول الآخر ورفض العنف والإرهاب فالإسلام دين عالمى لكل البشرية .
وأشارت المناقشات، التى أدارها وزير التعاون الدولى والتنمية فى غينيا الدكتور قطب مصطفى حول محور "العمل المؤسسى للمجتمعات المسلمة" بحضور الدكتور عمرو الوردانى مستشار مفتى الجمهورية والدكتور محمد بشارى نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ومفتى لبنان والبوسنة والهرسك وعلماء من عدة دول، إلى أهمية الإعلان عن المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة فى العالم بالمؤتمر والتوعية بمخاطر الإرهاب بالتركيز على قيم الدين الصحيح والمواطنة الحقيقية .
وأكد الدكتور أبوبكر دكورى مستشار الرئيس للشئون الثقافية والإسلامية فى بوركينا فاسو أهمية الاستفادة من تواجد الجاليات المسلمة فى بلاد غير المسلمين للتركيز على القيم النبيلة للإسلام الداعى للسلم والأمن والتعايش وكذلك الاهتمام بمفهوم المواطنة وليس الضرورة فى التعامل مع تواجد تلك التجمعات فمن المهم اندماجهم بمجتمعاتهم بشكل مقنن مع الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية بلا ذوبان فى ثقافة المجتمعات التى يعيشون فيها.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد الدبيان رئيس المجلس الإسلامى فى لندن، أمام المؤتمر، ضرورة إيجاد آلية مؤسسية للجاليات المسلمة فى غير دار المسلمين للتنسيق بينهم واستثمار طاقاتهم خاصة الشباب والمرأة للتأكيد على صحيح الدين وإزالة أى مخاوف من الإسلام فى الغرب ونشر خطاب دينى معتدل يهتم بقبول الآخر وبالسلم والأمن ورفض العنف .
وقال الدكتور مصطفى سيريتش المفتى السابق للبوسنة والهرسك إن تأسيس الإسلام فى المجتمعات الأوروبية والإقرار بحقوق وواجبات المسلمين مهم لتحقيق السلام فى أوروبا والاندماج الحقيقى بين المواطنين الغربيين والمسلمين وللتعاون لبناء مجتمعهم بدلا من الخوف منهم أو إقصائهم بسبب الدين أو الثقافة، مؤكدا أهمية التعايش بين الحضارتين الغربية والإسلامية على أسس الاحترام والتعاون بدلا من الانقسام والتناحر من أجل مصالح شعوبهم.
ولفت الدكتور نايف حامد رئيس مشاورة مسلمى الهند إلى ضرورة دمج الجماعات المسلمة فى مجتمعاتهم والحفاظ على هويتهم .
وأشاد المشاركون بدور المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة فى العالم الذى تم إعلانه على هامش فاعليات المؤتمر العالمى بأبوظبى للتنسيق بين الجاليات الإسلامية واستثمار طاقتهم وكذلك توعيتهم بأهمية مراعاة النظم والقوانين فى البلاد التى يعيشون بها واحترامها تنفيذا لتعاليم الإسلام .