شهر رمضان شهر المغفرة والعتق من النار، هو شهر فيه ليلة خير من ألف شهر،شهر مضاعفة الحسنات، وللشهر أعمال صالحة تتأكد فيه حصرها العلماء، كالتالى:
أولا: كثرة ذكر الله تعالى: عن أبى الدرداء رضى الله عنه، قال: قال النبى ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «ذكر الله عز وجل» وقال معاذ بن جبل: «ما عمل آدمى من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل.
ثانيا: كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبى بن كعب رضى الله عنه، قال: كان رسول الله - ﷺ - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه "قال أبى قلت: يا رسول الله! إنى أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: " ما شئت "قال: قلت: الربع؟ قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك "قلت: النصف؟ قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك "قال قلت: فالثلثين؟ قال: " ما شئت، فإن زدت فهو خير لك "قلت: أجعل لك صلاتى كلها؟ قال: " إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك".
ثالثا: كثرة الاستغفار: عن عبد الله بن فروخ؛ انه سمع عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خلق كل إنسان من بنى ادم على ستين وثلاثمائة مفصل. فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار. قال أبو توبة: وربما قال يمسى.
رابعا: إطعام الطعام: قال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا } فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط فى المطعم الفقر. فلقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم".
خامسا: إفطار الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم: " من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء".
سادسا: القيام: قال _صلى الله عليه وسلم _: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفى هذا تنبيه، وهو القيام مع الإمام فى صلاة التراويح حتى انصرافه وذلك لقوله _صلى الله عليه وسلم _(من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).
سابعا: الصدقة: قال رسول الله ﷺ "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" وكان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فالصدقة طهرة للصائم وزكاة لماله وسعادة له فى الدنيا والآخرة.
ثامنا: الاجتهاد فى قراءة القرآن: احرص على قراءة القرآن بتدبر وخشوع، فقد كان السلف _رضى الله عنهم _ يتأثرون بكلام الله فقد قال رسول الله _ﷺ _اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيام شفيعا لأصحابه.
تاسعا: الجلوس فى المسجد إلى طلوع الشمس: أخرج الترمذى عن أنس (رضى الله عنه) عن النبى (ﷺ ) من صلى الفجر فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة).
عاشرا: الاعتكاف وهو سنة للرجال والنساء لما ثبت عن النبى (ﷺ )أنه كان يعتكف فى رمضان واستقر أخيرا اعتكافه فى العشر الأواخر، وكان يعتكف بعض نسائه معه، ثم اعتكفن من بعده). ومحل الاعتكاف المساجد التى تقام فيها صلاة الجماعة ويشرع للمعتكف أن يكثر من الذكر وقراءة القرآن والاستغفار والدعاء والصلاة فى غير أوقات النهى.
حادى عشر: العمرة فى رمضان: روى البخارى ومسلم من حديث ابن عباس _رضى الله عنه_ قال: قال رسول الله ﷺ لامرأة من الأنصار: ( ما منعك أن تحجى معنا ؟ قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان –بعيران-، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحا ننضح عليه -نسقى عليه- الأرض، قال: فإذا جاء رمضان فاعتمرى، فإن عمرة فيه تعدل حجة ) وفى رواية لمسلم: ( حجة معي).
ثانى عشر: تحرى ليلة القدر: قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) قال رسول الله (ﷺ ): "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". أخرج البخارى ومسلم . وكان النبى _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله فى ليالى العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر وهى فى العشر الأواخر من رمضان، وهى فى الوتر من لياليه أحرى.
ثالث عشر: الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: أيام وليالى رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة فى أوقات الإجابة ومنها: عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد، ثلث الليل الأخير حين ينزل ربنا ويقول: " هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟"، الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: ﴿وبالأسحار هم يستغفرون ﴾، تحرى ساعة الإجابة يوم الجمعة، وأحراها آخر ساعة من يوم الجمعة.