اختص الله هذا الشهر الكريم شهر رمضان بكثير من الفضائل والخيرات والبركات، منها:-
1- اختصاصه بفرضية الصيام فيه: فقد فرض الله عزَّ وجل الصيام على المسلمين، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ}، والصيام ركن من أركان الإسلام التى لا يكمل إسلام العبد إلا بالقيام بها، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِى الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ...» ذكر منها «... وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
2- نزول القرآن فيه: القرآن الكريم هو الْمُعْجِزَةُ العظمى الخالدةُ الباقيةُ الدالَّةُ على نبوته صلى الله عليه وآله وسلم على مَرِّ الزمان، الجامعةُ للقوانينِ المنظمةِ للكون، الصالحة التطبيق فى كُلِّ زَمانٍ ومَكان، فكان حَرِيًّا بأن يَشرُف به الزمانُ الذى ميَّزه الله وخصَّه بإنزاله فيه. وقد اختص الله شهر رمضان من بين الشهور بإنزال القرآن فيه، قال تعالى: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ}.
3- تفتح أبواب الجنة وأبواب الخير فيه:ففى شهر رمضان تُفَتَّحُ أبواب الخير وتُغَلَّقُ أبواب الشَّرِّ، وهو ما فُسِّر به قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»، فقوله: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْـجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ» يَحْتَمِل أن يكون لفظ (فُتِّحَتْ) على ظاهره، فيكون ذلك علامةً على بَرَكة الشهر وما يُرْجَى للعامل فيه من الخير، ويَحْتَمِلُ أن يريد بفتح أبواب الجنة كثرةَ الثواب على صيام الشهر وقيامه، وأن العمل فيه يُؤَدِّى إلى الجنة، كما يقال عند مُلاقاة العدُوِّ: (قد فُتِّحَتْ لكم أبواب الجنة)، بمعنى: أنه قد أمْكَنَكُمْ فِعْلٌ تَدْخُلُونَها به، وَ(غُلِّقَتْ أبواب النار) بمعنى كثرةِ الغفران والتجاوُزِ عن الذنوب وصُفِّدت: أى شُدَّت بالأصفاد، وهى الأغلال، وهو بمعنى سُلسلت.
4- اشتماله على ليلة القدر: فضَّل الله عزَّ وجلَّ شهر رمضان بليلة القدر، بأن جعلها إحدى ليالى هذا الشهر الكريم، وهى الليلة التى أنزل الله عز وجل فيها القرآن على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وميَّزها عن سائر الليالى كافَّة فصَرَّح بذكرها فى القرآن الكريم، ووصفها بأنها مباركة وبأنها خير من ألف شهر، قال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِى لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.
5- اختصاصه بكثير من المستحبات يتأكد فعلها فيه:نظرًا لما اختص الله عزَّ وجلَّ به هذا الشهر العظيم من الكرامات والبركات والنفحات وتنزل الرَّحَمَات وكثرة التجليَّات، أكَّد فيه على فعل كثير من المستحبات تعرضًا لِمِنَن الله فى هذا الشهر الكريم، ومن هذه المستحبات التى يتأكد فعلها فى رمضان، ويعظم أجرها فيه أكثر مما لو أُدِّيَتْ فى غيره: مدارسة القرآن وكثرة تلاوته، وختمه، والاعتكاف، والصدقة، وصلاة التراويح، وتفطير الصائم، والعمرة، وإحياء ليلة القدر، والإكثار من فعل النوافل، على ما سيأتى الكلام عليها بالتفصيل فى "فصل فيما يتعلق بهذا الشهر الكريم من طاعات".