العمر مجرد رقم.. قاهر المستحيل.. أسطورة أفريقيا الحية.. كلها ألقاب لحارس المنتخب الوطنى عصام الحضرى، الذى مازال يزود عن مرمى الفراعنة ببسالة رغم بلوغه سن الـ 45 عاما، ويستعد حاليًا للمشاركة فى كأس العالم بروسيا 2018 محطما كل الأرقام القياسية ليكون أكبر لاعب يشارك فى فعاليات المونديال.
ورغم أن ما يفعله عصام الحضرى قتل بحثًا من كافة الجوانب سواء الفنية أو البدنية، لكن لايزال هناك جانب لم يتطرق له البعض ويتمثل فى عالم الخيال الذى أتى منه هذه الأسطورة، ففى تاريخ الكرة المصرية لم يأت حارس مثله استطاع الحفاظ على موقعه فى حراسة الفراعنة لفترة تصل لعقدين من الزمن محققًا كل البطولات والأرقام القياسية الممكنة وغير الممكنة، وفى ظل قراءتك لسيرته الذاتية المبهرة لـ"السد العالى" ربما تجد نفسك تلقائيًا تربط بينه وبين الشخصية الكرتونية باباى!.
باباى كان بحارًا هماما وشجاعا لا يخشى المخاطر وله ساعدين قويان، وتزداد قوته عندما يتناول السبانخ من أجل هزيمة أعدائه، والدفاع عن زوجته تدعى "زيتونة" وعادة فى نهاية كل حلقة هناك نصيحة يقدمها للأطفال الصغار، ولن نحتاج للاجتهاد كثيرًا لرصد تلك الملامح فى شخصية حارس الفراعنة الأمين وساعديه القويتين تشهدان عليه!، وكذلك شجاعته المطلق وزوده عن مرماه بباسلة فطالما دافع عن الشباك بكل ما أوتى من قوى وحماها من تسديدات نارية أطلقه عليه عظماء اللعبة فى العالم أجمع، وإذا لم تصدق اسأل الفيل الأفورى ديديه دروجبا الذى عجز عن التسجيل فى مرماه، أو الأسد الكاميرونى صامويل إيتو بعدما حيره تألق السد العالى أو نجوم إيطاليا فى كأس العالم للقارات عام 2010!.
وبناء على ما سبق والعوامل المشتركة بين كل من باباى والحضرى يكتب إليه البحارة رسالة قبل انطلاق كأس العالم قائلا :"كنت بطلا فى كل مرة.. حتى وإن أخطأت أحيانًا لكنك تحسم المعارك فى النهاية.. انا مثلك أخطأ لكنى لا استمر فى الخطأ للنهاية.. أقاتل حتى انتصر للذود عن حبيبتى.. وطالما فعلت هذا مع شباك حافظت عليها نظيفة بعيدة عن أذى المنافسين.. لم تعترف للحظة بمسألة التقدم السن.. قهرت كل التوقعات واكتسبت احترام منتقديك قبل محبيك.. أنت بطل بدون تناول سبانخ.. استمر لتعطى دروس للأجيال القادمة.. وتظل الأسطورة الحية".