تمر اليوم 1046 عاما على أول صلاة أقيمت فى جامع الأزهر بعد إنشائه مباشرة فى 972 ميلادية، ومن أغرب القصص المتعلقة بالأزهر هى قصة القبلة وهل كانت فى تجاه صحيح أم لا؟
ويروى كتاب "موسوعة الإسلام" للمؤلفين "هـ.أ. جيب" و "فان دونزيل" و "بي جي بيرمان" أن حائط القبلة فى المسجد كانت تنحرف قليلا عن الكعبة.. وظل الحال كذلك حتى جاءت الترميمات التى قام بها المماليك للمسجد فتم إصلاح حائط القبلة فى عهد عبد الرحمن كتخدا وإضافة الرخام الملون له وتم إصلاح الزاوية فى تجاه القبلة تماما.
ويقول الدكتور أحمد المالكى عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فى تصريح لـ "انفراد" إن القبلة فى الأزهر صحيحة 100% ، والصلاة عند المسلمين يجب أن تكون فى "عين القبلة" إذا كانوا فى الحرم وأمامهم الكعبة مباشرة، بينما إذا كانوا خارج الحرم تكون الصلاة فى تجاه القبلة وذلك لأنه يصعب على الشخص فى الأماكن البعيدة أن يعرف زاوية الكعبة تحديدا.
وأضاف أن سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، قال "كيف يخطئ الرجل الصلاة وما بين المشرق والمغرب قبلة"، أما ما يجعل الصلاة خاطئة هو أن تكون القبلة عن يمين الشخص أو يساره، وطالما تجاه القبلة فى الأمام فإن الصلاة صحيحة.
المفارقة هنا أن هذه القصة ليست الوحيدة الغريبة عن جامع الأزهر إذ أن الصلاة الأولى التى أقيمت فيه كان اسم الجامع الأزهر مختلف عما نعرفه اليوم، ويذكر الكتاب فى الجزء 157 أن المسجد كان يحمل فى البداية اسم "جامع المنصورية" وهو الاسم الذى أطلقه جوهر الصقلى على مدينة القاهرة وجامع الأزهر، نسبة لمدينة المنصورية التى أنشأها قرب القيروان العاصمة الأولى للفاطميين فى تونس.
ولكن عندما وصل "المعز لدين الله الفاطمى" لمصر فى 11 يونيو 972 قرر تغيير اسم المدينة والمسجد الكبير فيها، واختار اسم الجامع الأزهر للمسجد بينما اختار اسم القاهرة للمدينة نفسها.