أكد الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنه لا علاقة بمنهج الأزهر بضلوع أربعة من طلاب الأزهر فى جريمة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق،
وقال فى بيان له إن ما حدث لشريحة قليلة من طلاب الأزهر لا تمثل أى نسبة بالنسبة لبقية الطلاب بالجامعة؛ أنه تم استغلال ظروف هؤلاء الطلاب وقُدم لهم الدعم المالى والاجتماعى لإغرائهم والتأثير عليهم؛ حيث كان الفقر من أبرز أسباب استغلال هذه الفئة.
وأضاف أن هذا يؤكد أنه لا علاقة بين ما يُدرس للطلاب من مناهج وبين توجهاتهم بدليل أن جامعة الأزهر يدرس فيها حوالى 400 ألف طالب وطالبة فلماذا لم يتحول هؤلاء إلى إرهابيين وتكفيريين وتفجيريين؟.
وانتقد عفيفى حملات الهجوم على الأزهر الشريف بشكل يومى عبر الفضائيات المختلفة، مشيرا إلى أنه يندهش من هذا الكم الكبير من النقد غير الموضوعي، والرغبة فى المزايدة وتجاوز كل الحدود فضلا عن استغلال الفرص لتوجيه السهام لأجل الإجهاز على تلك المؤسسة العالمية.
وأضاف عفيفى، أنه على سبيل المثال فإن من يتابع الأحداث الأخيرة ونتائج التحقيقات فى اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات -رحمه الله -وضلوع أربعة من طلاب الأزهر فى تلك الجريمة التى يرفضها الأزهر الشريف لأن الحفاظ على النفس البشرية مقصد إسلامى وإنساني؛ يدرك أن تلك الحملة الرهيبة التى تشارك فيها الأطياف المختلفة لأجل التنديد بمناهج الأزهر التى -على حد زعمهم- تصنع الإرهابيين والتكفيريين، كما أن ترديد هؤلاء لمقولات مختلفة ومنها: أن الأزهر سبب الإرهاب إلى غير ذلك من الكلام الذى لا ينم عن رؤية أو استيعاب الأسباب الحقيقية للإرهاب.
وقال "بعيداً عن الخوض فى أسباب الإرهاب، فلنرجع بالذاكرة إلى العقد السابع من القرن المنصرم –القرن العشرين- وظهور الفكر القطبى وكتابات سيد قطب التى كانت وقوداً لجماعات التكفير والهجرة، وما حدث فى السبعينيات، وما حدث فى مطلع الثمانينيات من اغتيال رئيس الجمهورية الرئيس أنور السادات رحمه الله ، وما حدث أيضاً فى التسعينيات من القرن الماضى وظهور جماعات العنف وما أحدثته من ترويع وتدمير فهل كان هؤلاء من الأزهر؟؟..وهل كانت مناهج الأزهر سبباً فى صنع هؤلاء أو غيرهم ائتونى بدليل أو برهان إن كنتم صادقين"
وعلق الأمين العام على عملية المراجعات واللقاءات والندوات التى تمت مع أعضاء تلك الجماعات فى السجون فى فترة الثمانينات، قائلا: من الذى كان يناقش فكر هؤلاء ويفند شبهاتهم ويرد عليهم ويحاورهم، وهل لو كان الأزهر يتبنى فكر هؤلاء ويدعمه ويدرسه لطلابه، هل كان علماؤه سيذهبون لنقض هذا الفكر والرد عليه وتفنيده وبيان سماحة الإسلام ومقاصد الشريعة فى الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والنسل.
وقال الأمين العام إن من يتصور أن بإمكانه نسف الأزهر أو الدور الذى يقوم به فهو واهم واهن لأن الأزهر ليس مبانى ولا أشخاص، لأنه عطاء فى كل الميادين العلمية والاجتماعية والأخلاقية، ولأن الأزهر هو الذراع المصرية القوية وله رصيد عظيم فى كل قلوب المصريين عوامهم وخواصهم ، وله رصيد هائل فى قلوب غير المصريين أيضاً فى جميع البلاد التى تعلم أبناؤها وبناتها فى رحاب كلياته .
واختتم قائلا: اسألوا التاريخ.. وهذا ما جعل الحرب مستمرة على الأزهر لمحاولة إسقاطه أو نسف رصيده أو القفز على دوره أواختراقه من هنا وهناك، ولاشك أن ذلك يفرض تحديات كبيرة على تلك المؤسسة العريقة ويؤكد على أهمية اليقظة والشعور بالمسئولية لدى كل أزهرى ويؤكد على أهمية التطوير والتجديد، لأن ذلك من أهم ضمانات الاستمرار والصمود فى مواجهة التحديات والقيام بالتبعات الضخمة للأزهر الشريف فما ينتظره الناس من الأزهر كثير جداً نظرا لعالميته.