أقامت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، اليوم الخميس، احتفالية لتكريم اسم العالم المصري الكبير الدكتور عادل محمود رائد أبحاث اللقاحات والأمراض المعدية، بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتورة هبة والي رئيس مجلس إدارة فاكسيرا، وأسرة العالم الراحل.
وأعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، فى كلمتها أمام الحضور، عن سعادتها لتواجدها اليوم في حفل تكريم اسم الدكتور عادل محمود، موضحة أن قوة مصر في شعبها القادر على تحمل كل التحديات التى يمر بها الوطن ويتكاتف لمواجهة أي خطر.
وأضافت "مكرم"، أن هناك قوة أخرى وهى العلماء بالخارج، فالدكتور عادل محمود أيقونة كبيرة وكان يعمل فى صمت ولم يتطلع إلى أى غرض شخصى بل كان يعمل لخدمة البشرية بدون ضوضاء.
وأشارت "مكرم" إلى أن أبحاث الدكتور عادل محمود التي توصل إليها كانت جميعها لخدمة البشر، مقدمة التحية لاسم الدكتور عادل محمود ولأسرته، فقد كان يفخر بمصريته وكان لديه ولاء وانتماء بالخارج والذي أثبت بعلمه أن مصر تستطيع.
وأكدت وزيرة الهجرة، أن هناك توجيهات من القيادة السياسية بالاهتمام بعلماء مصر بالخارج وهو ما يتمثل في سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع"، وقالت: "إنه بالفعل تم الاستفادة من هؤلاء القامات الكبيرة لخدمة وطنهم، وهو ما دفعنا لإنشاء جمعية مصر نستطيع، لكي نبدأ العمل مع علمائنا وخبرائنا بالخارج بشكل مؤسسي لتعظيم الاستفادة منهم في خدمة وطنهم الأم".
ومن جانبها، قدمت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، الشكر لوزيرة الهجرة على مبادرتها لتخليد اسم الدكتور عادل محمود، مقدمة التعازي لأسرة الدكتور الراحل، مشيرة إلى أن عطاء الدكتور عادل محمود كان لخدمة الإنسانية.
وأعلنت وزيرة الصحة عن أنه سيتم إطلاق اسم الدكتور عادل محمود على أكبر مصنع أمصال متخصص في لقاحات ضد العقرب الثعبان والتيتانوس والبكتريا.
وتقدمت هبة والى رئيس مجلس إدارة فاكسيرا، بالشكر لوزيرة الهجرة لأنها صاحبة المبادرة ووزيرة الصحة لاستجابتها السريعة، وقالت إن فاكسيرا تغطى كافة احتياجات البلد من التطعيمات ومكان نفخر به كصناعة مصرية متفردة، مرحبة بأسرة الدكتور عادل محمود ومقدمة التعازى لهم.
وأضافت أن الدكتور عادل أفنى عمره في الأبحاث العلمية، حيث توصل إلى اللقاح الخاص بسرطان عنق الرحم، كما أسهم في تطوير لقاح الروتا وأنقذ أطفال العالم من هذا الفيروس.
من جانبه، أعرب الدكتور محمود عبد الفتاح محمود، شقيق الدكتور الراحل، عن سعادته بالاهتمام الفائق بالدكتور عادل وأعماله وقال: "هذا الاهتمام كنا نفتقده لفترات كبيرة"، مشيرا إلى أن بداية الدكتور عادل كانت بخطوات ثابتة، حيث بدأ بالإعداد لنفسه خلال المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب، وكان له بصمة فى كل مكان يلتحق به.
وأضاف أن الدكتور عادل سافر إلى إنجلترا وحصل على الدكتوراة ثم سافر إلى أمريكا، وكل ما فعله وتوصل إليه من أبحاث كان لا يرغب به شئ سوى تقديم خدمة للبشرية، مركدا أن هناك نماذج كثيرة جيدة من العلماء في الخارج ويجب الاهتمام بها الاستفادة منها.
وتم الإعلان، خلال حفل التأبين، إطلاق اسم الدكتور عادل محمود على مصنع الأمصال الجديد.
كما شهد الحفل عرض فيلم تسجيلي حول مسيرة عطاء الدكتور عادل محمود وحياته المهنية وما توصل إليه من أبحاث في تطوير اللقاحات والأمصال والمجهودات التي قام بها في هذا المجال.
وكان الدكتور عادل محمود قد رحل عن عالمنا في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية عن عمر ناهز 76 عامًا.
ويعد العالم الراحل رائدًا مؤثرًا في المجال الأكاديمي، وأبحاث تطوير الطب الحيوي، والسياسة الصحية العالمية، وتركزت مساهماته الرئيسية في مجالات العلوم والصحة العامة، ودراسة أمراض المناطق المدارية المهملة، وخاصة العدوى الطفيلية، وعمل «محمود» رئيسا لمركز اللقاحات في شركة ميرك من عام 1998 حتى عام 2006.
كما أشرف الدكتور عادل محمود على إنتاج وتسويق العديد من اللقاحات التي حققت تقدمًا كبيرًا في الصحة العامة، ومن ضمنها لقاح يمنع عدوى فيروس الروتا القاتل الذي يسبب الإسهال عند الرضع، كما طور لقاحا يحمي ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يسبب سرطان عنق الرحم، والشرج، والأعضاء التناسلية والحلق، كما ساعد في تطوير لقاح مضاد للحصبة وحمى النكاف والحصبة الألمانية وجديري الماء، والوقاية من القوباء المنطقية.