قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن التغيير الحقيقى فى المجتمع المصرى يجب أن يبدأ بتغيير طرق التفكير للدخول لعصر نهضة جديد فى مصر، وأن النهضة الحقيقية لا بد أن تقوم على تطوير العقل المصرى، مشيرًا إلى أن مصر شهدت منعطفات كثيرة لم تحقق فيها النهضة المرجوه، لأسباب عديدة داخلية وخارجية، قائلًا: "لكن السبب الرئيسى، هو أننا لم نجب بشكل صحيح على سؤال من أين نبدأ وإلى أين؟".
وأضاف الخشت، خلال إحدى الندوات الثقافية المنعقدة بمعسكر إعداد قادة المستقبل لطلاب جامعة القاهرة، ضمن سلسلة ندوات "تطوير العقل المصري" بمشاركة الكاتب الصحفي محمد البرغوثي مدير تحرير جريدة الوطن، وبحضور الدكتور عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، أن تغيير العقل المصري هو أساس النهضة الجديدة، مضيفاً أن النهضة الحقيقية هي نهضة العقل المصري وتطويره نحو التفكير العلمي والأخذ بأخلاق التقدم، ومشددا علي أن مسألة تطوير العقل المصري مسألة بالغة الأهمية في بناء المجتمع، وأن مصر لن تتقدم تنمويًا إلا بتغيير أفكار الناس علي أسس من الجدية والعمق والانتماء للوطن والرقي بالمنظومة القيمية واحترام القانون والبعد عن الخرافات والشائعات، قائلا: "نحن نريد من تطويرالعقل المصري أن تتحول مصر من عبقرية المكان إلي عبقرية الإنسان".
وأوضح الخشت، أن مصر لن تتقدم إلا بتغيير طريقة التفكير وبتغيير نظرتنا إلي أنفسنا وإلي العالم الخارجي وبلدنا، قائلا: "إن تغيير طريقة التفكير تُعد أساسا لتجديد الخطاب الديني والثقافي والاجتماعي والسياسي، كما أنها عنصر أساسي لتنمية المجتمع وتقدم الدولة في الزراعة والصناعة والاقتصاد وإتاحة فرص العمل للشباب".
وأكد رئيس جامعة القاهرة علي أن الجامعة أطلقت معسكر قادة المستقبل لطلابها الذي يحمل عنوانه "تطوير العقل المصري"، ليأتي فى إطار مشروع فكري تتبناه الجامعة ويستهدف تطوير العقل المصري ليقوم علي التفكير العلمي والنقدي والعقلاني من أجل بناء مجتمع جديد، قائلًا: " إن أوروبا لم تتقدم من العصور الوسطي إلي العصور الحديثة إلا بعد تغيير طريقتها في التفكير"، مضيفا أننا لا زلنا نرمي بالمسئولية علي غيرنا، ولايزال لدينا قائمة تبريرات للفشل ونظرية المكسب السريع، مؤكدًا علي ضرورة التغلب علي هذه العوائق وتغيير هذه الأفكار.
وقال الخشت لابد أن نغير طريقة تفكيرنا ونميز بين عواطفنا ورغباتنا، كما يجب أن نحكم علي الأشخاص بما يحققونه من نتائج علي أرض الواقع.