على بعد أمتار من شارع الأزهر وداخل أحد أزقة درب سعادة تجد على يمينك مسجد عتيق يبلغ من العمر أرزله، بناه الأمير الكبير فخر الدين أبو الفتح عثمان بن قزل البارومي؛ والذى كان رئيس الجند للملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي، كان يضم المسجد مدرسة لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم، مع مرور الأيام تعرض المسجد لبعض للتلف وكاد أن يسقط؛ فقام بترميميه الظاهر جقمق وأعاده لرونقه ولكن بشكل جديد فتغيرت معالمه؛ ومن ذلك الحين تغير أسمه وأصبح "مسجد الصالح جقمق".
مع مرور الزمن اكتسب ذلك المسجد حبً كبيرًا من أهالي منطقة درب سعادة بالدرب الأحمر؛ فتهافت عليه أصحاب المتاجر الموجودة هناك لتجديده كاملًا شامل الحمامات ومصلى السيدات وفرش المسجد نفسه بأجود أنواع السجاد، فعند دخولك المسجد تلمس نظافته وتشعر برائحته العطرة وذلك يختلف عن الكثير من المساجد الأثرية الموجودة بالمنطقة .
ولكن الفرق كبير بين داخل المسجد وخارجه فأصحاب المحلات لم يتركوا مكان خارج المسجد إلى إلا واستغلوه، بالإضافة إلى احتكار صاحب عربة فول لمدخل المسجد ما يُفيح روائح غير محبوبة على المكان، والإشغالات تعيق الداخل فيه والخارج منه، إلى جانب كل هذا هناك غياب تام من وزارتي الآثار والأوقاف والآتي يقع المسجد تحت عنايتهما .
يقول أهالي المنطقة أن وزارة الآثار ليس لها علاقة بالأثر تاركة الإشغالات تأكل في جدرانه، شكاوى كثيرة تقدمنا بها إلى حي الدرب الأحمر لاهتمام بالمسجد ولكن لا أحد يسمع ولا أحد يجيب .