احتفلت سفارة أفغانستان فى القاهرة، اليوم الاثنين، بإزاحة الستار عن تمثال جمال الدين الأفغانى فى حديقة الحرية والصداقة بالزمالك، وذلك بحضور اللواء محمد سلطان رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة المطران جورج شيحان مطران الكنيسة المارونية بمصر وأبناء الجالية الأفغانية بالقاهرة.
وأعرب سفير أفغانستان بالقاهرة فضل الرحمن فاضل، فى كلمته خلال الحفل، عن سعادته بإقامة تمثال العالم الأفغاني، معتبرا وجود التمثال فى أحد أهم حدائق القاهرة بمثابة تكريم وتخليد لذكرى جمال الدين الأفغانى.
وقال السفير: "اليوم نزيح الستار عن تمثال هذا العالم فى مصر ذلك البلد العظيم الذى استقبله بكل حفاوة، اعترافا وتقديرا لعلمه ونبوغه"، لافتا أن إقامة التمثال فى القاهرة يعكس عمق روابط الأخوة والصداقة المتجذرة بين مصر وأفغانستان.
وأشار إلى أن وضع التمثال فى القاهرة هذا العم يوافق حلول الذكرى الـ150 لحضور جمال الدين الأفغانى لمصر لأول مرة، كما يوافق ذكرى مرور 180 عاما على مولده عام 1838.
وأكد فاضل أن بلاده لن تنسى فضل مصر وأبنائها فى حياة هذا العالم الكبير فقد احتضنته واستقبلته وهو فى ريعان شبابه وقمة عطائه، كما تولى أبناء مصر التعريف به وبأعماله وكتبه وترجمتها، فقد ترجم الإمام محمد عبده كتابه المشهور "الرد على الدهريين".
وقال السفير إن مجلة الهلال المصرية أول مجلة فى العالم تنشر السيرة الذاتية لحياة جمال الدين الأفغانى كاملة وذلك بعد وفاته بعرين يوما فى أول أبريل 1897، مضيفا أن وضع التمثال فى مصر هو استمرار للحب والعطاء من شعب مصر العظيم.
من جانبه، قال اللواء محمد سلطان فى كلمة ألقاها نيابة عن محافظ القاهرة، إن أعمال جمال الدين الأفغانى هى من أكثر الأعمال المضيئة فى الفكر الإسلامي، مضيفا أن الأفغانى بمثابة الأب الروحى للإصلاح والفكر التجديدى وقائد الثورة ضد الجهل والاستعمار.
وتابع: "رغم إقامته لفترة قصيرة فى مصر، إلا أنه ترك أثرا كبيرا فى إرثها الثقافي، ووجود تمثال بحديقة الحرية بجانب رموز الفكر والأدب والنضال فى مصر والعالم، هو بمثابة اعتراف بقدره وتكريم لمسيرته الذاخرة".
بدوره، لفت السفير عبد الفتاح الزينى رئيس جمعية الصداقة المصرية الأفغانية، أن العديد من المثقفين وقادة الفكر فى مصر تتلمذوا على يد الأفغانى على رأسهم سعد زغلول وإبراهيم اللقانى وجرجى زيدان والإمام محمد عبده ويعقوب صنوع.
وأشار إلى جهود العالم الأفغانى فى مكافحة الاستعمار وتجديد الفكر الإسلامى فى ربوع الوطن الإسلامي، فقد كان مفكرا دينيا وقائدا سياسيا جمع بين الزعامة الدينية والسياسية، مؤكدا أن تمثال جمال الدين الأفغانى وتراثه يذكرانا بعظمة هذا الرجل ودوره فى صحوة الشرق العربى والإسلامي.
يذكر أن جمال الدين الأفغانى وكان له دور كبير فى يقظة الشرق ضد الاحتلال الغربي، وقد أقام الأفغانى فى عدة دول إلا أن محطته المصرية هى الأكثر عطاء وثراء، حيث ساهم مع بعض المستنيرين من مشايخ الأزهر فى إعادة الاعتبار للوسطية والعقل والعقلانية فى الإسلام، وهو صاحب نظرية أن إصلاح الشعوب سيفضى إلى صلاح الدول والحكومات تلقائيًا.