فى ظل الأزمات التى تشهدها بعض الأسر والمعاناة فى كثير من الأحيان، لتعرض أطفالهم للتحرش أو محاولات التعدى الجنسى من قبل بعض الأشخاص المصابين بهوس الجنس، "انفراد"، يقدم بعض النصائح التى من شأنها أن تكون هدفاً لتوعية الآباء والأمهات فى ضرورة المحافظة على أطفالهم، وكذلك الوعى ببعض الأمور التى من الممكن أن يجهلها كثيرون.
وفى ذلك الأمر وضع "وليد سامى"، الخبير فى شئون العلاقات الأسرية، روشتة لحماية الأطفال وتوعيتهم من بعض المخاطر التى قد يتعرضون لها، قائلا: "فى البداية يجب على الأمهات والآباء والقائمين على العملية التربوية بدور رعاية الأطفال والحضانات، والمدارس فى طلب المشورة من أجل الحفاظ على الأطفال، وأساليب التربية الصحيحة التى تحول بين الأطفال وبين تعرضهم لأى خطر أو محاولة قد تؤدى للعبث والإضرار بنفسيتهم مستقبلا قبل أجسادهم، ومع ازدياد الوعى المثمر والراقى للكثير من القائمين على العملية التربوية للأطفال، والذين تبنوا فكرا هدفه الأساسى بناء جيل سوى وبناء وفعال وقوى قادر على حماية نفسه ليكون فى المستقبل.
وأضاف "سامى"، إلى أنه يجب على الآباء والأمهات كيفية حماية أطفالهم من التعرض لمثل هذه التجارب الأليمة سواء من أطفال أو من بالغين، وكيفية التصرف الفورى حال التعرض لمثل هذه المواقف أو بعدها، ونشر الوعى بكافة الطرق العلاجية، وكيفية تقديم الدعم النفسى لمساعدة ضحايا من تعرضوا لعنف بجانب الطرق الوقائية المتمثلة فى الإرشاد والتوجيه والتدريب سواء للأطفال أو الآباء أو الأمهات أو المعلمين والمربين ليتمكنوا من خلق أجواء دافئة ومريحة تسهم فى حماية أطفالهم من ارتكاب الفعل عن جهل وقلة وعى أو التعرض للتحرش، وأيضاً توجيههم بكيفية تشجيع أطفالهم على البوح بكل ثقة ومصارحة لأبويهم عن مشاكلهم وآليات التصدى لها، حيث إن كل مرحلة عمرية لها توعية بشكل يختلف عن الأخرى، وإن كانت الخطوة الأولى من توعية الطفل وتأهيله على أهمية حفظ جسده تبدأ من عمر العام والنصف وحتى الثلاثة أعوام أى منذ لحظة بداية رغبة الطفل الفضولية فى التعرف واكتشاف أجزاء جسده بنفسه، لحين الوصول إلى المراحل التالية ما بعد عمر الثلاث سنوات وحتى ما قبل البلوغ والتى تأخذ فيها التوعية مساراً تربوياً تدريجياً بتعليم الطفل مدى خطورة لمس هذه المناطق منه أو من أى شخص أو رؤيتها، والتوجيه له بكل ما هو من شأنه حفظ وحماية الطفل، ثم تعليمه خطوات الدفاع عن نفسه وما ينبغى عليه أن يفعله إذا تعرض لمثل هذه المواقف بلا خوف أو تردد فى الإفصاح لأبويه عن تلك المحاولات.
جدير بالذكر أن على الآباء والأمهات أن يكونا على دراية تامة بأن اعتراف وإفصاح الطفل لهما عن مثل هذه المحاولات التى قد يتعرض لها فى حد ذاته هو أهم خطوة فى علاج الطفل، ونجاحها وفشلها يتوقف على طريقة تصرف الأبوين فى هذه اللحظة، ولن تتم هذه الخطوة إلا إذا كانت العلاقة بين الطفل وأبويه قائمة على الصداقة والمصارحة والثقة والاهتمام والحنان ولا يشوبها أى ممارسات عنف من ضرب أو نهر أو ترهيب أو تعنيف.
ويؤكد "سامى" أن الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية، والأساليب التربوية التى تتبعها فى تربية وتوعية الأطفال وغرس مبادئ الدين والأخلاق والقيم، ووعيهم بأهمية وضرورة علاج الحالات التى تعرضت لمثل هذه المواقف من أطفال فى مرحلة ما قبل البلوغ سواء كان "ضحية التحرش" أو "طفل متحرش"، فنجد أن الضحية بحاجه إلى دعم نفسى وعلاج، وأيضاً المتحرش الطفل بحاجه أيضاً إلى دعم نفسى وإعادة تأهيل وتقويم لسلوكه وانتشاله من الضياع الذى سيؤدى لإيذائه أو لإيذاء غيره من الأطفال، فالأطفال لا يعرفون معنى التحرش كل ما يحدث هو أن البعض يتخذها لعبة أو يقلد مشهد شاهده من والديه أو غيرهم أو أمام التلفاز أو يشعر باللذة فى لمس بعض مناطق من جسده، فيعتاد الأمر ومع الوقت يقوده فكره بأن غيره سيشعر بنفس اللذة مثله فيجرب مع غيره، فيتم التحرش بالطفل فيفعل مثلما فعل به، وتتسع دائرة المستكشفين فى هذا الأمر من الأطفال فى غياب من رقابة ودور الأسرة الرئيسى بغرس الدين والأخلاق والقيم، وغياب من يأخذ بيده ويوجهه ويعيد تأهيله نفسياً مرة أخرى.
وأكد "سامى" هذا إلى جانب ضرورة تفعيل القوانين على المتحرش البالغ، فمن يرتكب الجريمة ويعلم أنه لن يعاقب سيستمر، والطفل الذى تنتهك حقوقه ولا يجد من يجلبها له ويعاقب الشخص المتحرش أو المغتصب ربما يمارس نفس الفعل مع غيره سواء من جنسه أو من غير جنسه انتقاماً لما حدث فى طفولته، أو سيظل يعانى من مشاكل جسمانية ونفسية لن تحمد عواقبها فى المستقبل.