أعدت وزارة الزراعة، ممثلة فى مركز البحوث الزراعية، برامج تنفيذية لتنمية صناعة الحرير الطبيعى فى مصر كأحد آليات التنمية الزراعية المستدامة، من خلال التوسع فى إنشاء مشاتل وحقول التوت، وتربية ديدان الحرير "دودة القز" وسلالاتها وطرق إنتاجها، واستخدام طرق التفقيس الصناعى لتربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الخام.
وكشف تقرير لمركز البحوث الزراعية، أن تنمية صناعة الحرير فى مصر تفتح المجال إلى توفير فرص عمل للشباب، بالإضافة الى ودورها فى تدوير مخلفات ديدان الحرير وإحياء القرى المتخصصة فى صناعة الحرير، فضلا عن إحياء المشاريع الشبابية لإنتاج الحرير، ومحور إحتياجات السوق المحلى من الحرير، والقيمة المضافة لصناعة الحرير الطبيعي.
وقال سامح أحمد رئيس فريق عمل رابطة منتجى الحرير، والخبير فى تربية دودة الحرير، إن الرابطة تستهدف إحياء صناعة وإنتاج الحرير الطبيعى فى مصر، لتوفير فرص عمل للعديد من الشباب، بتكلفة بسيطة ولا يحتاج إلى خبرات كبيرة، وتحقق لهم أعلى عائد من تنفيذ المشروع، إعتمادا على أشجار التوت المحلية أو ما يطلق عليها التوت البلدى، من خلال 250 ألف شجرة توت تنتشر فى محافظات المنوفية والدقهلية والبحيرة وسوهاج، أو من خلال بدء مشروع صعير لزراعة التوت الهندى شبه مستديم الأوراق.
وأضاف "سامح" أن تكلفة إنشاء مشروع صغير إنتاج الحرير إعتمادا على التوت البلدى، تصل 1500 جنيه منها 1100 جنيه قيمة أصول وأدوات المشروع وتدفع مرة واحدة فى العمر، و400 جنيه ثمن علبة البيض، التى تزن 12 جراما، وبها 18 ألف بيضة وتتحول الى دودة التى تتغذى على التوت وتتحول الى شرنقة بعد 35 يوما، وهى التى يتم بيعها لانتاج الحرير، مشيرا إلى أن الإنتاج المصرى من الحرير الطبيعى يصل إلى طن حرير سنويا.
وأكد رئيس فريق عمل رابطة منتجى الحرير، أنه يمكن عمل المشروع فى غرفة منزلية حيث أن جدواه الاقتصادية فى أن علبة البيض الواحدة تنتج 10 صفائح من شرانق الحرير تباع الصفحية الواحدة بمبلغ 200 جنيه ليصل إجمالى ما تحققه العلبة الواحدة إلى 2000 جنيه يخصم منها 700 جنيه قيمة استهلاك الأدوات وثمن علبة البيض ليصل صافى الأرباح من العلبة الواحدة 1300 جنيه خلال دورة لا تتجاوز 35 يوما.
وأوضح إنه يمكن عمل 6 دورات فى العام للتوت البلدى على مصدر التغذية من التوت البلدى لعمر 10 سنوات فاكثر وهو العمر الغالب للتوت المصرى، مشيرا إلى أن النظم الحديثة فى انتاج الحرير تستهدف انتاج أكبر عدد من الدورات والحصول على جودة أكبر تستوجب التوجه نحو زراعة شجر التوت الهندى وهو شبه مستديم الخضرة فى الأرض الزراعية.
وأشار "سامح" إلى أنه يمكن زراعة 1000 شتلة هندى فى مساحة 3 قراريط (525 متر مربع) للحصول على كمية التوت الكافية لتربية علبة بيض 12 جراما مع الاخذ فى الاعتبار أن يعيد الشجر بناء نفسه للدورة التالية تنبت الشجرة الدخول فى دورة الإنتاج بعد مرور 4- 6 شهور لتكون الشجرة اكتملت النمو لها.
وأوضح أن عمر الشجرة الهندى يصل إلى 20 عاما ويتم تقليم الأشجار الهندية سنويا لتكون "قزمية" لإعطاء أعلى إنتاجية من الأوراق بأسرع وقت، مشيرا إلى أن تكلفة الشتلات يصل إلى 5 آلاف جنيه لعدد 1000 شتلة توت، و500 جنيه أسمدة و750 جنيها تكلفة مستلزمات الإنتاج ومعاملات الحرث والتخطيط والزراعة، ويتم زراعة تحميل محاصيل اخرى علفية بين أشجار التوت لزيادة ربحية الأرض مثل البرسيم ولوبيا العلف مما يرفع من عائد المزارع من الإنتاج الزراعى وإنتاج الحرير.
وأشار إلى أن هذه الزراعات سوف تزيد عدد صفائح العلبة عند استخدام التوت الهندى بسبب جودة التوت الهندى عن البلدى لتصل الى 14 صفيحة، مما يزيد من عائد مشروعات صناعة الحرير، موضحا أن فريق رابطة عمل منتجى الحرير يقوم بتسويق جميع الإنتاج من شرانق الحرير، باى كمية ويتم عمل عقد رسمى مع مربى دودة الحرير لتامينه لتحقيق الاستقرار، مع التزام الرابطة بتدريب المربين مجانا خلال عمل مشروع الإنتاج.