حدوتة مصرية.. ما هى علاقة عائلة أودلف أوروزدى النمساوية بسلسلة عمر أفندى؟

تجذب مصر على مر العصور المستثمرين الأجانب لاستثمار أموالهم فى السوق المصرية، التى تعد أرض خصبة للتجارة والصناعة، وذلك كونها سوقًا استهلاكية كبيرة، هذا إضافة إلى توافر العمالة الجيدة من بين أبناء القطر المصرى وغير المكلفة أيضًا للمستثمر، كذلك بسبب الموقع الاستراتيجى للمحروسة بين قارات العالم ما يمنحها محورًا هامًا للتجارة العالمية. وبرز وجود الاستثمار الأجنبى على الأراضى المصرية بشكل صارخ خلال الحكم الملكى، ودخلت تلك الاستثمارات فى كافة محاور العمليات التجارية داخل مصر، ووجه جزء من تلك الاستثمارات لتأسيس سلسلة متاجر "عمر أفندى"، وهى سلسلة متاجر حكومية مصرية – فى الوقت الحالى - تأسست عام 1856 فى القاهرة، على يد عائلة أودلف أوروزدى ذات الأصول النمساوية تحت اسم "أوروزدى باك" Orosdi Back))، والتى غير اسمها على ذات المقر الواقع الرئيسى فى شارع عبد العزيز، بالقاهرة. وتأسست الشركة عام 1856 على يد عائلة أودلف أوروزدى، فى عهد الخديوى سعيد باشا، بدأت أول فروعها فى شارع عبد العزيز بالقاهرة لتلبية احتياجات العملاء من المصريين والأجانب، وصممه المعمارى راؤول براندن على طراز الروكوكو عام (1905 - 1906)، وهو مبنى مكون من 6 طوابق. لمع صيت الشركة كواحدة من أعرق وأشهر السلاسل التجارية فى العالم بعد أن اشتراها أحد أثرياء مصر اليهود عام 1921، وأطلق عليها عمر أفندى، حتى قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميمها عام 1957، فيما شهد عام 1967 تحويل شركة عمر أفندى بموجب القرار الجمهورى رقم 544 لسنة 1967 إلى شركة مساهمة مصرية تتبع الشركة القابضة للتجارة، التى لم يعد لها وجود الآن، وتفرقت شركاتها على الشركة القومية للتشييد والتعمير والشركة القابضة للسياحة. وحصر القرار الجمهورى أنشطة عمر أفندى فى الاتجار بجميع أنواع السلع ووسائل النقل الخفيف والتصدير والاستيراد والوكالة التجارية والتصنيع الجزئى، على أن يكون لها الحق فى المشاركة فى تكوين شركات مصرية أو أجنبية تباشر نشاطها فى الداخل أو الخارج، وكذلك القيام بأى نشاط يتعلق بأغراض الشركة، واستمرت الشركة فى العمل إلى أن بدأت حكومة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى الخصخصة الجزئية لفروعها، ضمن برنامج واسع لخصخصة شركات قطاع الأعمال العام شمل أكثر من 140 شركة.