شددت قافلة علماء وزارة الأوقاف بمحافظة مرسى مطروح، علىأهمية طلب العلم، كونه السبيل الأوحد لمعرفة الله (عز وجل) ، والكون لا يَعمُر والحياة لا تستقيم إلا بالعلم، وكيف أن الإسلام رغب في التعليم والتعلم وجعله سبب السعادة في الدنيا والآخرة .
ومن على منبر مسجد أهل الحديث، أشار الدكتور رمضان عبدالسميع إبراهيم مدير إدارة النشرة بالإدارة العامة لبحوث الدعوة، إلى "أننا على مشارف عامٍ دراسي جديد نسأل الله (عز وجل) أن يكون عام فلاحٍ ونجاحٍ وتفوق لأبنائنا جميعا"، مؤكدًا أن الإسلام أولى العلم أولوية كبيرة، وأنه دين العلم والمعرفة، كما سمى ربنا (سبحانه وتعالى) سورة كاملة في القرآن الكريم باسم "القلم"، واستهلها سبحانه وتعالى بقوله: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}، تأكيدًا أيضًا على أهمية أدوات العلم ووسائله .
ومن فوق منبر مسجد السيدة خديجة أشار الدكتور محمد خليفة عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف إلى أن العلم هو السبيل الأوحد لمعرفة الله (عز وجل) من خلال النظر والتدبر في آيات الله الكونية ، فالله (عز وجل) لا يُعبد إلا بالعلم ، وأشار فضيلته إلى أن من مظاهر عناية الإسلام بالعلم والتعلم أن وضع آدابًا للمتعلم وواجبات على المعلم ، فمن أجلِّ ما ينبغي لطالب العلم أن يتزين به حسن الخلق , فإن العلم وحده لا يحقق نهضة ولا سعادة إن لم ترافقه أخلاق حسنة ، وقيم نبيلة , وصدق الشاعر حين قال :
كما أشار إلى أن الإمام البخاري (رحمه الله) ترجم في صحيحه قائلًا: “باب العلم قبل القول والعمل” ؛ لبيان أنَّ العلم هو الأساس الذي يبنى عليه، والأصل الذي يرتكن إليه ، فهو ركيزة البناء والتعمير على مر التاريخ ، وبه تبنى العقول، وترتقي الدول، وتقام الحضارات .
ومن على منبر مسجد السيدة عائشة أكد الدكتور أسامة فخري مدير إدارة المساجد الحكومية بديوان عام وزارة الأوقاف أن العلم هو الأساس الذي يبنى عليه ، لذلك قدمه الله تعالى على العمل ، فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، وقد قالوا: التعلم قبل التعبد ؛ ليكون التعبد على هدى, وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) على طلب العلم وتحصيله فقال (صلى الله عليه وسلم) : (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) ، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وإنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) .
ومن على منبر مسجد خالد بن الوليد أكد الدكتور محمد عبدالعزيز الصفتي – عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة أنه ينبغي لطالب العلم إخلاصُ النية لله (عز وجل) في طلب العلم ، وذلك بأن تكون نيته أن يرفع الجهل عن نفسه ، وعن غيره ، وأن يكون عنصرًا مفيدًا منتجًا في مجتمعه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) .
كما أشار أيضا على أن طالب العلم يجب عليه أن يتحلى بالصبر في تحصيله ، وقد حكى لنا القرآن الكريم ما كان من نبي الله موسى (عليه السلام) في رحلته إلى العبد الصالح التي أمره الله (عز وجل) بها ، حيث قال سبحانه حكاية عنهما : {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ، كما ينبغي لطالب العلم أن يغتنم وقته في مذاكرة دروسه ، وأداء واجباته، والتركيز الكامل مع الجد والاجتهاد ، وَقَدْ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) : بِمَ نِلْت هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: بِلِسَانٍ سَئولٍ وَقَلْبٍ عقُولٍ
ومن على منبر مسجد ” أٌحُد ” أكد الدكتور عبد الفتاح عبدالقادر جمعة – مسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بالديوان العام أن العلم النافع هو أشرف ما يسعى الإنسان إلى تحصيله في الدنيا، ومن أعظم ما يعدّه للقاء الله في الآخرة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)، وأشار فضيلته أن السلوك القويم للعالم والمتعلم الأخذ بأسباب العلم ، ولا يعني ذلك عدم التوكل على الله (عز وجل) فإن المسلم مطالب بالأخذ بالأسباب المشروعة ؛ لأن الأخذ بالأسباب من الإيمان، ولقد أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب ، فعندما قال له رجل: يا رسول الله: أُرْسِلُ نَاقَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟، قَالَ: (اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ) ، فأمره بالأخذ بالأسباب مع صدق التوكل على الله (عز وجل) , وَعندما سُئِلَ الإمام أَحْمَدُ (رحمه الله) عَنْ رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ لَا أَعْمَلُ شَيْئا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي ، فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): (لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا) فَذَكَرَ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهَا تَغْدُو وَتَرُوحُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ قَالَ: وَكَانَ الصَّحَابَةُ (رضي الله عنهم) يَتَّجِرُونَ وَيَعْمَلُونَ ” ، فالتوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب التي ترتبط بمسبباتها ، بل إن مباشرة الأسباب من تمام التوكل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا.