أكد الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر أن دعوة الرئيس الكازخستانى نور سلطان نزار باييف إلى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لحضور الدورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، الذى سيعقد فى أستانة يوم الأربعاء المقبل، تعكس الدور المحورى للأزهر ومكانته العالمية، وتعد خير دليل على أهمية دوره الرائد كجامع وجامعة لنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام الحنيف، ومواجهة الأفكار المتطرفة التى تغزو العالَم فى الوقت الراهن.
وقال المحرصاوى، الذى سيشارك ضمن وفد الأزهر فى المؤتمر- فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط- "إن دور الأزهر لا يتوقف عند نبذ التطرف والعنف فقط، وإنما فى تفنيد كافة الأسانيد التى يتذرع بها الإرهابيون لفهمهم الخاطئ لنصوص الدين واستغلال بعض التفاسير الشاذة وتطبيقها من أجل ارتكاب الجرائم باسم الدين، فضلا عن دوره فى إظهار مدى التكامل بين الرسالات السماوية، والتى يجمع بينها العديد من الأوامر والنواهى".
وأضاف أن مناهج الأزهر الوسطية والمعتدلة وابتكاره لأساليب جديدة ومتطورة للوصول إلى الأفراد واستخدام وسائل التواصل الحديثة وإنشائه لقنوات عدة تسهل على كل من يرغب فى المشورة الوصول إلى ما يبتغى من أجل نشر رسالته فى إيصال تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة ومكافحة الأفكار المتطرفة، وتجعله نموذجا فريدا ناجحا حاضرا فى كافة المؤتمرات التى تهتم بقضايا الأديان.
وحول التعاون العلمى بين كازاخستان وجامعة الأزهر، أشار المحرصاوى إلى أن الجامعة ساهمت فى تعزيز التعاون على كافة الأصعدة، خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم، ودفعت بالعلاقات فى هذا المجال إلى أفق أرحب.. منوها بقرار الجامعة بزيادة عدد المنح المقدمة إلى مواطنى كازاخستان لـ20 منحة سنويا من أجل الدراسة بأروقة الجامعة بمختلف كلياتها، موضحا أن تلك المنح تصنع سفراء للجامعة داخل بلادهم حيث يعملون على إيصال رسالته السامية.
وأكد أن الجامعة تبذل كل طاقتها لخدمة الوافدين للتعلم، مشيرا إلى أن جميع الكليات والشعب الأزهرية فى العلوم الإسلامية والعربية تتاح مجانا لجميع الطلاب الوافدين عدا كلية العلوم الإسلامية للوافدين، كما يعفى الطلاب الوافدون المقيدون على منح الأزهر الشريف من رسوم القيد والدراسة المقررة بالكليات والشعب النظرية "الإنسانية" والكليات والشعب العملية.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية فى العاصمة الكازاخية أستانة خلال الفترة من 10 إلى 11 أكتوبر الحالى تحت شعار (قادة عالميون من أجل عالم آمن)، ويشارك فى القمة العديد من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين.