قال وزير شؤون الإعلام البحرينى على بن محمد الرميحى، اليوم الثلاثاء، إن مصر هى مهد الحضارات، وأنعم الله عليها بالخيرات التى لا ينكرها إلا جاحد أو متآمر، وكانت دوما ولا تزال سدا منيعا ضد المؤامرات والزود عن العروبة والإسلام وقبلة العلم والعلماء ومنارة الفن والثقافة، مشددًا على اعتزاز بلاده بالعلاقات مع مصر على المستويين الشعبى والرسمى.
جاء ذلك فى كلمته خلال افتتاح "مهرجان الأهرام الثقافى" فى دورته الثانية التى تُقام فى المنامة تحت رعاية عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبالتعاون بين مؤسسة "الأهرام" ووزارة شئون الإعلام البحرينية، والتى تستضيفها جامعة البحرين تحت شعار "مصر العروبة وبحرين الوفاء.. حضارتان ومصير مشترك".
وأشار الرميحى إلى أن عاهل البحرين دائما يؤكد تقديره وجميع أبناء شعبه لإسهامات مصر وشعبها فى بناء وتطوير المنظومة التعليمية والصحية والتشريعية والقضائية ووقوفها إلى جانب أمن منطقة الخليج العربى، وستبقى المملكة وفية لتلك المواقف.
ورحب وزير الإعلام البحرينى بالوفد المصرى فى المهرجان الذى يعبر عن العلاقات الوثيقة بين البحرين والشقيقة الكبرى مصر، معربا عن فخره باحتضان جامعة البحرين نخبة من الشخصيات العربية البارزة بالتزامن مع ذكرى نصر أكتوبر الذى يعبر عن تلاحم جيش وشعب مصر، مهنئًا مصر بهذه المناسبة العظيمة.
وأشاد الرميحى بمؤسسة الأهرام ودورها التنويرى ومواقفها الأصيلة، وتكريس نهج التسامح واستلهام روح مصر فى مواجهة التهديدات الفكرية والمؤامرات التى تستهدف الوطن العربى وفى قلبها تنامى الإرهاب وتصاعد التدخلات الخارجية فى الشؤون العربية، مؤكدا ثقته بقدرة المهرجان وفعالياته على الخروج بمقترحات تدعم أمن العرب وتوحيد الصف فى مواجهة الحملات المضادة وإحباط المخططات المشبوهة التى تستهدف المساس بأمن المنطقة.
من جانبه، توجه مدير عام مؤسسة الأهرام عمر سامى بالشكر للبحرين قيادة وشعبا، والتقدير لعاهل البحرين على رعايته الكريمة لهذا الحدث الذى يجمع بين الشقيقتين مصر والبحرين.
ونقل سامى للحضور تحيات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، موضحا أن مهرجان الأهرام يمثل دلالة على وحدة الصف العربى ومتانة العلاقات المصرية البحرينية فى شتى المناحى وعلى رأسها الثقافة، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين قوية وصلبة على مر التاريخ، وتزداد عمقا فى ظل السياسات الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى والملك حمد بن عيسى آل خليفة.
من جهته، قال رئيس المهرجان أحمد إبراهيم عامر أن مؤسسة الأهرام تمثل منارة للإشعاع الحضارى فى المنطقة، وامتدادا لهذا الدور جاءت فكرة أن يطوف المهرجان كل عام بلدا عربيا لإحياء القواسم المشتركة، منوهًا بأن الدورة الأولى للمهرجان عقدت العام الماضى فى مدينة بنغازى الليبية فى تحد للإرهاب، حيث هبطت أول طائرة فى مطار بنينا الذى ظل مغلقا على مدى ثلاث سنوات.
بدوره، قال منسق عام المهرجان هانى فاروق أن الهدف من المهرجان حدوث مزج ثقافى مشترك بين حضارتى مصر والبحرين، لافتا إلى أن المهرجان سيشهد العديد من الفعاليات التى تصب فى مصلحة تحقيق هذا الهدف، منوها بأن معرض الكتاب الذى يُعقد ضمن فعاليات المهرجان يضم 5000 عنوان كتاب، ليصبح المعرض الأكبر ضمن معارض الأهرام الخارجية.
وأشار فاروق إلى أن المهرجان سيشهد ندوات تتحدث فيها نخبة مصرية، وتتناول دور الثقافة والإعلام فى توحيد الشعوب العربية، ومواجهة الإرهاب، وتجديد الخطاب الدينى فى مواجهة الفكر المتطرف، والحفاظ على حقوق الإنسان فى ظل الحرب على الإرهاب.
وقد اُفتتح المهرجان بعزف السلامين الوطنيين لمصر والبحرين، فيما وُضعت صورة ضخمة فى خلفية مسرح الافتتاح للرئيس عبد الفتاح السيسى وعاهل البحرين حمد بن عيسى وعلمى البلدين.
وخلال الافتتاح، عُرض فيلم تسجيلى عن مؤسسة الأهرام منذ نشأتها وحتى باتت منبرا مهما فى الصحافة العربية، إذ واكبت تطورات الزمن وأطلقت 26 موقعا إلكترونيا، فضلا عن مساهمتها فى مشاريع خارج إطار العمل الصحفى حتى بات حجم أعمالها نحو مليارى جنيه.
وأهدت مؤسسة الأهرام درع المهرجان لعاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وتسلمه نيابة عنه وزير شؤون الإعلام البحرينى من مدير عام مؤسسة الأهرام، وسلمت الفنانة التشكيلية أمانى زهران لوحة فنية لوزير الإعلام عبارة عن "بورتيريه" لملك البحرين.
وكرم مدير عام مؤسسة الأهرام مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر، ورئيس جامعة البحرين الدكتور رياض يوسف حمزة مستشار الملك، وسلمهما درعين تذكاريين، فيما كرم وزير الإعلام البحرينى مدير عام مؤسسة الأهرام ورئيس المهرجان ومنسقه العام، وأهداهم دروعا تذكارية.
وافتتح وزير الإعلام البحرينى معرضا للكتاب ضمن فعاليات المهرجان، ومعرضا لمقتنيات الأهرام الفنية (مستنسخات) يضم 30 لوحة من أبرز مقتنيات كبار فنانى مصر التشكيليين الذين أثروا الساحة الفنية المصرية والعالمية، ومعرضا آخر لإدارة الميكروفيلم الأرشيفى يشمل عرض 25 صفحة من صفحات جريدة الأهرام عن أبرز ما نشر عن مملكة البحرين على صفحات الجريدة منذ اليوم الأول لصدورها وحتى الآن.