أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن إدراك الوعى يحقق التقدم والازدهار والوقوف عند وعى حقيقى وإدراك حقيقى يكون كالصدق تماما، قائلا: "نحتاج إلى معلومات فى كل ما نقول وكل القرارات التى نتخذها ولاسيما قرار الفتوى يحتاج معلومات صادقة وواقعية ولابد من الإدراك والوعى الحقيقى فى الإفتاء لأنه إذا كان هناك وعي مزيف لن نكون أمام فتوى صحيحة".
واستنكر المفتى، بكلمته خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة حلوان اليوم الأربعاء بقاعة حسن حسنة تحت عنوان "الوعى وتأصيل الانتماء"، إقدام بعض الجماعات على تزييف التاريخ والتشكيك فى كثير من المسائل وأولها نصر حرب أكتوبر العظيم، قائلا: "أدركت حرب 73 وكنت طالبا فى هذا الوقت وحتى اليوم أعيش لحظة فرحة صدور البيان العسكرى وكيف يقابل هذا الجندى من المجتمع فى هذا الوقت، وكانت فرحة كبيرة لا أستطيع التعبير عنها ولكننى أعيشها فى ضميرى، وهذه الجماعات تريد أن تسلبنا الوعى الحقيقى فتحاول تزييف التاريخ".
وأضاف علام، أن إدراك الوعى بالنصوص فقط يكون مقصورا ولابد من إدراك الوعى بالواقع أيضا، لأن المسئول عن الفتوى إذا لم يكن يعرف النصوص ومدرك حقيقة النصوص بشكل كامل مع إدراكه للواقع المعاش أيضا تكون فتوته مزيفة لأنها تحتاج إلى عالم حقيقى، قائلا: "لابد أن يكون وعينا للواقع مبنى على أسس صحيحة حتى لو كان عاملا بالنصوص تكون الفتوى غير صحيحة إذا لم يكن العالم ملما بالواقع المعاش".
وضرب المفتى مثلا ببعض التجار الذين أرادوا وضع مادة معينة تحفظ الألبان طازجة لفترة طويلة وأرسلوا سؤالا لدار الافتاء حول هذا الموضوع، قائلا: "لم نكن نعلم الواقع هل هذه المواد صحية أم لا ولذلك لجأنا للمتخصصين فى وزارة الزراعة وأرسلنا إليهم خطابا للرد على هذا السؤال وجاء الجواب من الوزارة بأن هذه المواد ضارة ضررا شديدا بصحة الإنسان يكون الحكم بالمنع والحرمة على من وضع هذه المواد".
وقال إن آخر فتوى لجأت فيها دار الإفتاء للمتخصصين عندما تلقت سؤالا عن عملة تتداول من خلال الانترنت، قائلا: "لم نكن نعرف حيقية هذه العملة ولا كيفية تداولها والقوانين الحاكمة لها لم يكن لدينا وعي أو إدراك لهذه المسألة وجلست مع أهل الاقتصاد لنترصد الأمر ونفحصه وندركها إدراك حقيقي، حيث انتهت نتيجة البحث إلى أن هذه النقود وهمية لا حقيقة لها وفيها من الغرر الشديد والجهالة الشديدة لذلك أصدرنا الحكم بمنع المعاملة بها".
واستكمل: "نحن أمام مسئولية مشتركة، الابن والأب والموظف والأستاذ والمؤسسات وكافة مكونات المجتمع لا يمكن لأحد أن يتنصل من هذه المسئولية أو تركها على الطرف الآخر فالرسول صلى الله عليه وسلم شبه حالنا بأناس يعيشون فى سفينة واحدة، وكل له مسئولية الأزهر والكنيسة والإفتاء ووسائل الإعلام والمدرس كلهم مسئولون لتكوين الوعى لدى أفراد المجتمع لأنه إذا زُيف هذا الوعى يكون المجتمع كله أمام خطر شديد".