أعلن الدكتور إسلام عمار، مساعد المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة والسكان، فحص نحو 9.7 مليون شخص مصرى ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى 100 مليون صحة، للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية.
جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت تحت عنوان دور السياسات العامة فى إدارة الأوبئة وخاصة التهاب الكبد الفيروسى، ضمن أعمال المؤتمر الثالث للمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضى الفيروسات الكبدية ALPA، والذى يعقد تحت عنوان "بناء القدرات فى مجال الفيروسات الكبدية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقى"، بمشاركة خبراء من 20 دولة أفريقية، بدعم من مفوضية البحث العلمى والتقنى بالاتحاد الافريقى.
ووجه الدكتور إسلام عمار مساعد المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة والسكان، الشكر للاتحاد الإفريقى دعوة مصر لعرض تجربتها فى مكافحة الفيروسات الكبدية، مشيرًا إلى أن الفيروسات الكبدية من أهم مسببات الوفاة.
وأشار إسلام عمار إلى أن المرحلة الثانية سوف تبدأ أعمالها يناير 2019 فى 11 محافظة، موضحًا أن اأمر يبدأ بالتسجيل على الموقع الالكترونى بإدخال الرقم القومى أو إرسال رسالة على رقم الخط الساخن ثم الاستجابة له وقياس الطول والوزن وعمل التحاليل، مشيرًا إلى أن المسئول يقوم بإدخال بيانات الشحص وعمل وثيقة طبية للمرضى.
وقال إسلام عمار أن الالتهاب الكبدى الوبائى من أهم التحديات التى تواجه مصر، مضيفًا أن الحملة القومية للبلهارسيا بدأت منذ 1950 وحتى 1980، أدت لتعرض عدد كبير من للمرض بسبب الحقن كان يستخدمها الناس وتحمل المرض التهاب الكبدى الوبائى، موضحًا أن 3.7% يحملون فيروس الكبد وهو من اهم أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والشرايين.
وأشار إسلام عمار إلى أنه فى عام 2010 كانت أعلى نسبة وفيات، حيث كانت ترجع 72 5 من حالات الوفاة ترجع لذلك المرض فى الذكور ما بين 50 إلى 54 عامًا، ولهذا تم إطلاق استراتيجية قومية لعلاج ذلك المرض وتم تشكيل لجنة مكافحة، وتم وضع خطوط استرشادية لخريطة المرض.
كما أشار إسلام عمار إلى أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفحص 60 مليون مصرى سوف تقضى على المرضى بحلول 2020 ومنع الإصابة بالفيروسات، مشيرًا إلى ان المبادرة تتضمن عدة محاور الاول علاج المرضى بالانترفيرون، والثانى علاج كل المرضى وفحص ومسح المواطنين، مضيفًا انه من 2106 تم علاج 300 الف مريض فى كل المحافظات بالانترفيرون، ولكن الاستجابة لم تتعدى 60% بالإضافة الى مضاعفاته حيث يودى إلى بعض الاضطرابات، ومن أجل ذلك تم استخدام أنواع أخرى من الأدوية واستغرق الأمر 9 أشهر.
وأشار إسلام عمار إلى أن اللجنة القومية أطلقت موقعا الكترونيا للمسح والكشف وفى اليوم الأول لها تم تسجيل 100 ألف حالة وفى اليوم الثانى 500 ألف مريض، وحتى شهر أكتوبر تم تسجيل 1.7 مليون مريض، وبعد التسجيل بـ24 ساعة يحصل المريض على موعد للكشف والموجات الصوتية ثم يذهب المريض للعيادات، ثم العلاج.
وأوضح إسلام عمار أن أهم العقبات هى قلة المراكز العلاجية مقابل كثرة عدد المرضى بالإضافة إلى التكلفة العالية، وقلة الوعى موضحًا أن مراكز العلاج زادت من 53 مركزًا إلى 154 مركزًا، مشيراً إلى أن وزارة الصحة وافقت على استخدام علاجات الأجسام المضادة وهذا قلل العلاج.
وأوضح إسلام عمار أن خريطة المرض تغيرت تمامًا وهذا جعل العالم ينظر لخططنا الناجحة، موضحًا أن لم نحل مشكلة فيروس سى بعد، فلا يزال الطريق أمامنًا طويلًا.
وقال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومى لحقوق الانسان، إن الدولة تهتم بالصحة والتعليم باعتبارهما محاور التنمية فى مصر وأساس التقدم، منوها بأن الدولة تولى اهتماما خاصا بالفلاح المصرى فيما يخص التعليم والصحة.
وأشار "سلام" أن الدولة نجحت من وقت طويل فى القضاء على مرض البلهارسيا، الى أن ظهر مرض آخر وهو مرض فيروس سى الذى يعتبر من مخلفات مرض البلهارسيا، مؤكدا ان اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا المرض يحسب له.
ولفت صلاح سلام إلى أن مصر تعتبر من أكبر الدول فى نسب الإصابة بالمرض، منوها بأننا لسنا دولة غنية أو قوية وهناك زيادة سكانية رهيبة تصل الى 2.6 مليون نسمة سنويا، وهذا يساوى عدد سكان دول بأكملها، ولكننا نستطيع إنجاز هذا العمل والقضاء على المرض، وخصوصا وأن معدل النمو الاقتصادى حوالى 5% ولا يتماشى مع الزيادة السكانية ونحتاج لمعدل نمو 12% لتتوافق امكانيات الدولة مع الزيادة السكانية الحاصلة.
وأكد صلاح سلام، أن تنظيم الأسرة من التحديات الكبيرة التى تواجه الدولة وتحتاج لجهد، منوها أن هناك مشروع قانون "السكان والتنمية" تقدم به لمجلس النواب يستهدف خفض معدلات الزيادة السكانية، أو توظيفها بشكل جيد حتى لا تمثل مشكلة إذا استخدم معها التدريب والتأهيل والعمل.
وأشار صلاح سلام إلى أن هجرة الأطباء من مصر تمثل مشكلة كبيرة بسبب انخفاض الرواتب، مؤكدا أن هذا تحدى كبير أمام الدولة إذا أردنا نجاح مشروع 100 مليون صحة، فلابد إيجاد حل لمشكلة انخفاض الرواتب الخاصة بالأطباء.
وأشاد صلاح سلام بمستشفى الكبد المصرى ورئيسها الدكتور جمال شيحة منوها بأن التوجه لبناء المستشفى فى المنصورة وكما فعل الدكتور محمد غنيم ببناء معهد الكبد وأيضا مستشفيات مثل شفاء الأورمان فى الأقصر، منوها بان التوجه لعلاج فى القاهرة يمثل مشكلة للكثيرين.
ونوه صلاح سلام بأن الخدمات التى تقدمها منظمات المجتمع المدنى فى علاج المرض كثيرة جدا وتحسب للقائمين على هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية منوها بأن هناك 18 ألف جمعية تعاونية و55 الف جمعية مجتمع مدنى ما بين تعليمية وصحية وغيرها تقدم الكثير منها الخدمات الصحية للمواطنين.
وأكد صلاح سلام أن مصر تمثل العمق الطبيعى لإفريقيا، وهناك اتحاد للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان فى إفريقيا، لإعادة الوصل بين مصر وأفريقيا.