كشف الدكتور آمال سامى أستاذ الوبائيات بالمعهد القومى للأورام، ومدير السجل القومى للسرطان، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أنه يمكن أن نعرف معدل حدوث المرض لكل 100 ألف من السكان فى السنة، وتبعا لآخر تقرير لعام 2018 فإن هذا المعدل يشير إلى أن السرطان يصيب 115 حالة سنويا لكل 100 ألف شخص، أى 150 ألف حالة سنويا بالنسبة لعدد السكان، وهذا المعدل قد تم الاعتراف به على مستوى منظمة الصحة العالمية بحيث أصبح أساس الإحصائيات عن مصر فى الكتاب الذى تصدره المنظمة عن السرطان فى كافة أنحاء العالم، وقد صدر نسخة منه عام 2012 ،وتم الاعتماد عليها فى الطبعة الأخيرة عن عام 2018 وهذا المعدل يتأثر بالنمو السكانى وزيادة متوسط الحياة،حيث أن السرطان يصيب كبار السن، موضحا أن المعدلات الخاصة بمصر لازالت فى معدلات الدول الأقل تقدما، ولم يتغير هذا المعدل حتى الآن.
وقال خلال مؤتمر الطيور المهاجرة ،والذى أختتمت أعماله اليوم بمدينة الأقصر، إن هناك زيادة فى عدد المصابين بالسرطان نتيجة عدة عوامل أهمها:
التدخين، وعدم ممارسة الرياضة، وتناول النشويات والسكريات والدهون، والإصابة بالسمنة، والتى تشكل عامل خطورة كبيرا ليس فقط من السرطان ولكن من الأمراض المزمنة غير المعدية.
وأضاف أنه لازال سرطان الثدى هو الأعلى بين السيدات، وقد يكون أعلى من كثير من الدول النامية ،ويبدأ فى سن مبكر عن الدول المتقدمة ويجب الاهتمام بالكشف المبكر والذى تتوافر إمكانياته حاليا ،وفى متناول الغالبية العظمى والذى يشكل 33 % من أنواع السرطانات الأخرى بين السيدات طبقا لآخر إحصائية عام 2018، ويليها سرطان الكبد بنسبة أقل كثيرا إلا أنه الورم الأول على مستوى الرجال، ويليه سرطان المثانة، والذى انخفضت معدلات الاصابة به عما سبق نظرا للقضاء على البلهارسيا، إلا أن كثرة المدخنين يشكل عامل خطورة كبير فى حدوث سرطان المثانة الغير مصاحب للبلهارسيا، مضيفا أنه مثلما حدث من تأثر سرطان المثانة بالقضاء على البلهارسيا، فان المجهود الفريد والمتميز والقائم حاليا لمقاومة فيروس سى، باعتباره السبب الرئيسى لسرطان الكبد، فان القضاء على فيروس سى من خلال المبادرة الرئاسية" 100 مليون صحة"، من المتوقع أن يبدأ معدل سرطان الكبد فى الانخفاض بعد القضاء على فيروس سى.
وقال أن تنظيم الغذاء له تأثيرا كبيرا على تقليل الاصابة بسرطان القولون، وكلما ازداد محتوى الغذاء من الخضروات بألوانها فانه يعتبر عامل وقاية من سرطان القولون، إضافة إلى الإقلال من الدهون واللحوم الحمراء، وأيضا فان اكتشافه المبكر له تأثيرا كبيرا على الوقاية من السرطان، وتحقيق الشفاء.
وأشار إلى أن العدد الحالى طبقا لآخر ما نشره السجل زاد إلى حوالى 115 ألف حالة بالنسبة لعدد السكان لعام 2015 ، ومن المتوقع أن يصل إلى 340 ألف حالة سنويا فى عام 2050 أى بمعدل 3 أضعاف زيادة عن العدد الحالى بسبب الزيادة السكانية، والتغير السكانى وكبر السن.
وأكد أنه حال وجود أى أعراض غير طبيعية لا تستجيب للعلاج العادى يحتم استشارة الطبيب المختص،موضحا أن الأمراض الفيروسية تؤدى إلى الاصابة بالسرطان.
وأوضح أن السجل القومى للسرطان يسجل حالات السرطان على المستوى السكانى بحيث يتم تحديد محافظات ممثلة للجمهورية ومعروف تعدادها حسب فئات السن والنوع، وفى هذه المحافظات يتم جمع كل حالات السرطان من سكان هذه المحافظة سواء تم تشخيصهم أو علاجهم داخل أو خارج المحافظة، فيتم تتبع المرضى على سبيل المثال من المعهد القومى للأورام، ومن معهد ناصر إضافة إلى الحالات التى يشملها التامين الصحى ونفقة الدولة وبذلك يتم حصر أغلب بيانات المرضى.