أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ضرورة ربط تطوير العقل المصرى بالتنمية الشاملة والأمن القومى لأن التنمية الشاملة غير منعزلة عن تطوير العقل المصرى والخطاب الدينى ولن يتم تطوير الخطاب الدينى بدون تغيير طريقة التفكير ومن ثم الوصول للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المرغوبة لأن العقل البشرى هو المبرمج الخاص بكل هذه العمليات التى تتشابك معا.
وأضاف الخشت فى كلمته بندوة تطوير العقل المصرى والتنمية الشاملة، بحضور رؤساء تحرير بعض الصحف بقاعة أحمد لطفى السيد اليوم الأربعاء،أنطريقة التفكير تختلف عن الأفكار فطريقة التفكير هى الأساس، مشبها الأمر بمحطة بث ومستقبل لهذه الأفكار، قائلا: "لابد أن تتكامل جميع العناصر والحل الأول العمل على إصلاح التربة الفقيرة لتكون صالحة لإنتاج أفكار قوية تنعكس على الاقتصاد والتنمية بشكل مباشر، ولتغيير ماكينة التفكير لابد من تغيير المناهج وطرق الشرح والامتحانات".
وأكد رئيس جامعة القاهرة، على أن مصر لم تكن وردية بشكل كامل قبل ثورة يوليو مثلما يتم الترويج لذلك، قائلا: "مصر لم تكن زاهية بالشكل الذى يتم الترويج له بل كانت فقيرة وتعبانة فى الكثير من المناطق وليس صور المنتزه وشارع وسط البلد الذى يتم نشر صورا لهما للتحسر على هذه الفترة"، موضحا أن محمد على العظيم إذا استكمل نهضته لم يكن ليلحق بنا أحدا لكن فى كل مرة لا تحدث عملية النهضة بشكل كامل لأن طريقة تفكير الناس لم تتغير وتعتقد أن المصلحة العامة ضد المصلحة الخاصة لكن العكس صحيح فالمصلحة العامة تعود بشكل مباشر بالفعل على المصلحة الخاصة للفرد.
وأشار الخشت، إلى أن أوروبا فى عصور الظلام كانت قائمة على النظام الدينى المغلق والاقتصاد المغلق وعندما تحولت للتطوير تم ذلك من خلال تغيير طريقة التفكير، كما أن التحول فى العلم مثلا حدث من خلال تغيير طرق التفكير، قائلا: "سؤال حل المشكلات لا يسأل عن معلومات ولكن يستهدف طريقة التفكير والإجابة بديلة السنارة وليس السمكة، وهنا نؤكد أن الإصرار على الخطأ خطأ كبير فى حد ذاته مثلما تفعله الجماعات المتعصبة لأن مقياس الصواب هو النتائج التى تظهر فى أرض الواقع فالفكرة الصائبة هى التى تنجح على أرض الواقع لكن بناء عوالم من الأوهام لا يأتى بنتيجة".
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الإصلاح الدينى لن يتم إلا بتغيير طريقة التفكير وتأسيس خطاب دينى جديد مرتبط بتطوير العقل المصرى والتنمية الشاملة، مؤكدا أن ترتيب الحدوث بين هذه العناصر لا يفرق كثيرا فالاقتصاد يقدر على تغيير طريقة الناس والعكس، قائلا: "البائع الغبى يخسر سمعته فى السوق ويبيع أقل لكن الشخص الذى باع بجودة عالية وهامش ربح أقل سيبيع لفترة أكبر ويبيع بنسبة أكبر وهذه قاعدة اقتصادية ذهبية".