أكد السفير حمدى لوزا- مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية- أن وزارة الخارجية على تشاور دائم مع المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى يقدم رؤية هامة تساعد وزارة الخارجية على ادارة وبلورة علاقاتها الخارجية.
وأشار السفير حمدى لوزا- فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، على هامش مشاركته فى أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشئون الخارجية- إلى المؤتمرات الهامة التى ينظمها المجلس، والتى عادة ما تتناول قضية أساسية محورية ينظر اليها من زوايا مختلفة.
ولفت إلى أن الاهتمام الرئيسى للمجلس المصرى للشئون الخارجية انصب خلال العام الماضى على الساحة الأفريقية، بينما يتم التركيز على الساحة العربية خلال العام الجارى، وبما فيها العلاقات العربية- الإفريقية
وأعرب عن تقدير وزارة الخارجية لدور المجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى يضم نخبة من أساتذة الجامعات، والسفراء وعسكريين سابقين فى القوات المسلحة، منوها بالخبرات المختلفة ذات الرؤى الهامة التى يضمها المجلس.
وكان السفير حمدى لوزا، قد شارك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشئون الخارجية الذى يعقد تحت عنوان "مصر والعرب فى شرق أوسط متغير" حيث حضر ممثلا عن وزير الخارجية سامح شكرى- لتواجده خارج البلاد.
حيث أكد فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية العلاقات العربية- الافريقية، مشددا على ضرورة أن تقوم الدول العربية بتعميق الشراكة مع افريقيا، منبها بأن هناك دولا ومنظمات لديها شراكة مع دول أفريقية تقوم بفرض أولويتها ورؤيتها لهذا التعاون.
كما تطرق إلى "مناطق التماس " وهى: منطقة شمال افريقيا ومنطقة البحر الأحمر، لافتا إلى عدم وجود تأثير ملموس للدول العربية بشمال افريقيا على الاتحاد الافريقى، منوها بموقف الاتحاد الافريقى من التدخلات الخارحية فى ليبيا عام 2011.
وأكد أن ليبيا كان لها تأثير على دول المنطقة من ناحية الاستثمارات وتمويل المشروعات المختلفة، إلا أن الوضع تحول كليا بعد 2011، وأن العديد من الدول الإفريقية خاصة فى منطقة الساحل ترى أن ما حدث فى ليبيا هو ما أدى إلى انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة فى كل منطقة الساحل من: تشاد والنيجر، إلى مالى وبوركينا فاسو والكاميرون ونيجيريا.
وشدد على أن دور الدول الافريقية العربية يؤثر بشكل كبير على توجهات وأولويات الاتحاد الافريقى، مشيرا إلى أن مساهمات دول شمال افريقيا فى ميزانية الاتحاد تصل لما يقرب من ٥٠٪ من ميزانيته.
ولفت إلى أن من يتحرك على الساحة الافريقية وبصفة خاصة فى "منطقة الساحل " ليس الاتحاد الافريقى، وليست جامعة الدول العربية، انما مبادرات تقودها أطراف آخرى ودول غربية، فيما تقتصر المساهمة العربية على الإعلان عن بعض المساهمة المالية.
وفيما يتعلق بمنطقة البحر الأحمر والقرن الافريقى وخليج عدن، أوضح نائب وزير الخارجية، أنه كانت هناك علاقات وثيقة وممتدة وتجارة بين الدول "المشاطئة " للبحر الأحمر وخليج عدن، غير أنه لوحظ وجود تحرك من جانب قوى غربية على مستوى واسع بدأت من خلال منظمات المجتمع المدنى بحجة الخوف على الدول الافريقية من خلافات وصراعات الشرق الأوسط، وأنه يتعين على اوروبا التدخل لحماية الدول الافريقية، فضلا عن أن مستشار الامن القومى الامريكى تحدث عن أولويات الولايات المتحدة فى افريقيا واعتبر أن امريكا واجهت الدور النشط للصين وروسيا فى افريقيا.
وأكد أن مصر شعرت بأهمية التحرك فى هذه المنطقة فى ضوء الروابط التاريخية مع دول القرن الإفريقى، حيث وجدت أنه رغم تطلع الدول الافريقية لكى يكون هناك قيادة مشتركة لهذا التعاون فى البحر الأحمر، لاسيما مع وجود تعاون وثيق بين مصر والسعودية فى هذا الإطار، مشيرا إلى أن هناك بعض الخلافات فى الرؤى بين الدول، مما يتطلب الحاجة إلى عقد اجتماع آخر على مستوى كبار المسئولين، من المقرر أن يعقد فى القاهرة خلال الأشهر القادمة نظرا لان رؤية مصر هى ضرورة بناء هذا التعاون على أساس مرن ومتدرج وليس فرض قدر من الهيمنة.
واختتم نائب وزير الخارجية كلمته، مشددا على أن وزارة الخارجية تأمل فى أن يكون هناك حوار أعمق ومتواصل مع المجلس المصرى للشئون الخارحية، ولكى يساهم معها فى هذه المرحلة الصعبة من إدارة العلاقات.
وكان السفير منير زهران، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية قد قام بافتتاح المؤتمر، بحضور الدكتور، على الدين هلال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ولفيف من الدبلوماسيين والسفراء السابقين واساتذة الجامعات والمفكرين والشخصيات العامة.