أكد وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لنكيفيشيوس، أهمية استضافة مصر لقمة جامعة الدول العربية -الاتحاد الأوروبى بنهاية الشهر المقبل فى مدينة شرم الشيخ؛ باعتبارها دولة المقر لجامعة الدول العربية، كما أنها تلعب دوراً مهماً فى المنطقة، مشيرا إلى أهمية هذه القمة التى تُعقد على مستوى القادة لأنها ستناقش عدة قضايا من بينها الهجرة ومكافحة الإرهاب مما يفتح المجال للحوار على مستويات أخرى.
وأضاف لنكيفيشيوس- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط قبيل مغادرته القاهرة اليوم الخميس، أن العالم العربى يؤدى دوراً مهماً فى العالم، كما يؤدى الاتحاد الأوروبى دورا مهماً فى توفير المساعدات والموارد لهذه المنطقة، معرباً عن أمله فى أن تخرج القمة بنتائج إيجابية.
وعن نتائج زيارته لمصر، قال لنكيفيشيوس "إن الهدف من زيارته هو تعزيز التعاون بين مصر وليتوانيا، وتم الاتفاق على دعوة وفد مصرى لزيارة العاصمة اللتوانية، فيلنيوس، فى الخريف المقبل لعقد اللجنة العليا الاقتصادية والتجارية والعلمية المصرية – الليتوانية المشتركة لبحث مجالات التعاون الثنائي".
وأوضح أن مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكرى تناولت التعاون فى المنظمات الدولية ودعم مرشحى كلا البلدين فى هذه المنظمات وسبل تعزيز التعاون فى مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات والخدمات المالية والتكنولوجيات خاصة أن ليتوانيا بها أسرع خدمة إنترنت فى العالم وهناك إمكانية لنقل خبرتها إلى مصر فى مجال الحكومة الإلكترونية والخدمات الإلكترونية.
وقال " إن البنك المركزى الليتوانى نشط فى إفريقيا ويسعى للتواجد فى مصر وهناك اتفاقيات فى عدة مجالات يتم بحثها حالياً بين الجانبين".
وأشار إلى أن عدد السائحين اللتوانيين الذين يزورون مصر يبلغ 40 ألفا سنوياً وهناك إمكانية لزيادة أعدادهم مع زيادة الرحلات الجوية؛ وهو ما يصب فى صالح دعم التعاون بين دوائر الأعمال من كلا البلدين.
وعن مجالات التعاون بين البلدين، قال "إن هناك فرصاً للتعاون فى المجال القضائي؛ وهناك اقتراحا بالتوقيع على اتفاقية للمساعدة القضائية فى قضايا جنائية، واقتراحا بتوقيع اتفاقية فى مجال الخدمات الإلكترونية ومذكرة تفاهم بين وزارتى الزراعة فى كلا البلدين"، وأضاف "نرغب فى التوسع فى التعاون لكن نحتاج إلى دعم الاتصالات بشكل دائم".
واستطرد قائلاً: "نرغب فى دعم التعاون مع مصر فى مجال التعليم فى ضوء دراسة 40 طالباً مصرياً فى الجامعات اللتوانية التى توفر تعليماً أوروبياً جيداً"، مؤكداً اهتمام بلاده بدعوة مصر للمشاركة فى فعاليات "أيام الثقافة العربية" فى فيلنيوس الخريف المقبل والمخصصة للمسرح العربى، ولافتاً إلى أن "أيام الثقافة العربية" خُصِصَت العام الماضى للغة العربية، وأُصدِرَ قاموسٌ صغير من اللغة اللتوانية إلى اللغة العربية وسُلِمَت نسخة منه للوزير شكري.
وعلى صعيد آخر، أشار الوزير الليتوانى إلى أن بلاده عضو نشط فى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى "الناتو"، وقال "نحتاج لبحث القضايا المهمة مع مصر التى تمتلك الخبرة والواسطة فى المنطقة خاصة فيما يتعلق بالوضع فى ليبيا وسوريا".
وحول لقائه- خلال الزيارة- مع كريم دوريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، قال " أن اللقاء تناول سبل دعم العلاقات بين برلمانيى البلدين وإمكانية تشكيل مجموعة الصداقة فى البرلمانين المصرى والليتوانى التى ستعمل على تبادل الزيارات"، معرباً عن رضاه عن نتائج زيارته للقاهرة وأنه ينتظر نتائج عقد اللجنة العليا المشتركة التى ستحدد مجالات التعاون الثنائى فى الفترة المقبلة.
ورداً على سؤال حول الوضع فى سوريا، أعرب لنكيفيشيوس عن اعتقاده بأن الوضع فى سوريا ما زال هشاً وأنها تشكل أحد أسباب عدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وقال " أن مصر تؤدى دوراً مهماً ويمكنها تقديم المشورة والخبرة حيال ما يمكن فعله لاستقرار سوريا"، وأعرب عن أمله فى أن تخرج القمة العربية – الأوروبية المقبلة باتفاق حول كيفية التعامل مع الوضع فى سوريا، وأكد ضرورة إيجاد الأسباب الجذرية لحل الأزمة السورية، وأشار إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بعودة اللاجئين السوريين.
وحول الوضع فى ليبيا، قال " نحتاج إلى تضامن وتماسك داخلى فى ليبيا، التى تعد بلداً مصدراً للاجئين، ويجب إيجاد حل جذرى للأزمة الليبية بهدف التصدى للإرهاب وعدم تمكين المنظمات الإرهابية "، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن مصر تمتلك المعرفة والخبرة والقدرة- بشأن الأزمة الليبية- باعتراف كثير من اللاعبين وأصحاب المصالح فى ليبيا.
وحول موقف بلاده من تطورات القضية الفلسطينية، قال لنكيفيشيوس " أن بلاده ملتزمة بحل الدولتين، وأنها لن تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وأنها تحاول تسهيل الحوار بين الفلسطينيين وإسرائيل فى ضوء علاقتها الطيبة مع كلا الطرفين"، وأضاف أن هناك جموداً حالياً حول حل الدولتين نظراً للانقسامات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية وبين الفلسطينيين أنفسهم وهذا ينطبق أيضا على المجتمع الدولى الذى يشهد انقساما حول هذه القضية.
واختتم وزير الخارجية الليتوانى حواره قائلاً: "نتبنى موقفاً متوازناً ولا ندعم طرفاً على حساب الآخر وننتظر خطة السلام الأمريكية التى أُعلِن تأجيل طرحها"، وأضاف " أن مصر لديها دور مهم لأنها تمتلك النفوذ والعلاقات مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين".