ردت دار الإفتاء المصرية، على سؤال لمواطن ورد خلال بث مباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بخصوص حكم ختان الإناث.
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الافتاء قائلا: ( الختان للذكور واجب، والختان للإناث فى عصرنا هذا.. المفتى به من دار الإفتاء المصرية محرم.. وقد يتساءل البعض: كيف يكون حراما وقد وردت فيه أدلة شرعية، ولم يفتى أى من فقهاء المذاهب الأربعة بتحريمه ؛ فبعضهم يراه واجبا، والآخر يقول مستحب، وأبسط الأقوال يقول عنها أنها مكرمة، وتحل هذه المسألة حينما نفهم مصطلح الحرام لذاته والحرام لغيره، الحرام لذاته مثل الخمرة والخنزير، والسرقة والزنا، كلها محرمات لذاتها، فلو جاء أحدهم وقال أننا اكتشفنا أننا لو قمنا بتربية الخنزير فى مزارع خاصة وقدمنا له طعاما نظيفا وتناول الإنسان عند أكله مضاد حيوي معين يمنع الإصابة بالأمراض التى يسببها، فستكون الإجابة أن أكل لحم الخنزير حرام أيضا؛ لأن هناك حكمة ربانية من تحريم أكل لحم الخنزير، ويأتى آخر فيقول أن مهما شربت من الخمر لا أسكر أبدا، سأقول له أن شرب الخمر محرم لذاته، ولو اقترح شخص أن المعاشرة الزوجية لصديقته العاقر دون زواج لا شئ فيها طالما أنهما لن يقعا فى مشكلة حفظ الأنساب، سأقول له أن هذا حرام أيها الشيطان، ويوجد شئ آخر محرم لغيره، فمثلا أكل الشطة حلال، لكن أكل مريض بقرحة المعدة لها يعد حراما، وهذا ليس تحريما مطلق وإنما تحريم لحالته هو فقط، وهذا ما يجرى فى مسألة الختان لاقترانه بمجموعة من الأشياء أوجبت على المفتى تحريمه، منها أن جراحة الختان لا تدرس فى كليات الطب، ومن يقومون بها، يقومون بها بالخبرة، بالإضافة إلى وجود درجات للختان أخطرها الإزالة الكلية للبظر وهو محرم بالإجماع دون خلاف، والفروق فى درجات الجراحة هذه أمر عسر للغاية، والأصل فيها هو المنع، لما قد يحدث من جور، علاوة على وفاة فتيات بسبب التعدى عليها ونزفها حتى الموت، كل هذا يجعل الختان فى محرم لغيره فى عصرنا هذا).