تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، الأسبوع المقبل، فى ظل الاهتمام الكبير من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، بكافة قضايا القارة السمراء، وهو الاهتمام النابع من الدور التاريخى للقاهرة فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية، والتى كانت ركيزة أساسية فى التعامل مع كثير من القضايا والملفات الشائكة على مر العصور.
الأزهر الشريف أحد أهم القوى الناعمة لمصر وعلى مدار أكثر من 1000 عام يقوم الأزهر برسالته الدعوية والعلمية في أنحاء المعمورة ولإفريقيا مكانة خاصة من رسالة الأزهر الشريف، حيث يستقبل نحو 32 ألف طالب من 113 دولة منهم نحو 4 آلاف طالب يدرسون على منح الأزهر الشريف، بالمعاهد الأزهرية المختلفة وجامعة الأزهر ومرحلة الدراسات العليا وعدد الطلاب يرتكز على الكليات الشرعية وهى كلية العلوم الإسلامية والدعوة والشريعة واللغة العربية والدراسات الإسلامية.
ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف من الوطن العربى نحو 6108 طلاب وطالبات وعدد طلاب قارة آسيا الذين يدرسون بالأزهر نحو 16384 طالبا وطالبة، منهم نحو 536 طالب بالدراسات العليا، وعدد طلاب قارة أفريقيا بالأزهر نحو 4748 طالب وطالبة، وعدد طلاب دولتى أستراليا والأمريكتين نحو 405، وعدد طلاب روسيا والكومنولث 2046 بجميع المراحل، وعدد طلاب دولة تايلاند نحو 2722 طالبا وطالبات، يبلغ عدد طلاب دولة الصين الذين يدرسون فى الأزهر 1705 طالب وطالبة، ويتمتع الطالب المقيد على منح الأزهر بعدة مزايا وهى الإعفاء من الرسوم الدراسية، الإقامة بمدن البعوث الإسلامية وفقا للإمكانيات المتاحة، صرف منحة نقدية شهرية.
وتزامنا مع تولى مصر بقيادة الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر، واستكمالًا لدور مصر والأزهر في دعم شعوب القارة الإفريقية على كافة المستويات.
وتختص اللجنة التي قرر الإمام الأكبر تشكيلها بالعمل علي وضع البرامج والخطط والأنشطة التي من شأنها، تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الإفريقية، من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين في الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين في دول إفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازي مع القوافل الدعوية التي يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تبثها الجماعات المتشددة ونشر الفكر الوسطي، فضلًا عن تيسير القوافل الإغاثية والطبية للدول الإفريقية الأشد احتياجا، والتي بها عجز في الطواقم الطبية لرفع المعاناة عنهم، والعمل علي ترتيب عدة زيارات خارجية لشيخ الأزهر إلى غرب أفريقيا، وبحث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتبادل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية في الأزهر ودول أفريقيا.
وذلك في إطار جهود الأزهر الشريف في دعم شعوب القارة الإفريقية، وتعزيز أواصر التعاون بين الأزهر الشريف ودول وعلماء أفريقيا في كافة المجالات العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية، بما يساهم في تحقيق التقدم والازدهار لشعوب القارة الإفريقية.
وقرر شيخ الأزهر الشريف زيادة عدد المنح المقدمة للدول الأفريقية بنسبة 100% تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي،كما قرر إنشاء معهد للطلبة الأفارقة بمدينة أسوان للدراسة في المرحلة قبل الجامعية، باعتبار أسوان عاصمة لشباب أفريقيا، بالاضافة الي إنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في عدد من دول القارة الأفريقية، ومنها موريشيوس، وبوركينا فاسو، وجزر القمر.
كما سيتم مضاعفة عدد القوافل الطبية والإغاثية إلى الدول الأفريقية المختلفة، بالاضافة الي إقامة المزيد من فروع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في الدول الأفريقية،حيثتوفر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الرعاية الكاملة للطلاب الوافدين من 123 جنسية مختلفة من خلال أنشطة "ثقافية واجتماعية ورياضية وترفيهية وغيرها "،خصوصا الوافدين من الدول التى تعانى من ظاهرة الإرهاب وإعدادهم لتولى العمل الدعوى عند العودة لبلادهم.
كما عقدت المنظمة عشرات الدورات التدريبية وورش العمل للطلاب الوافدين تحت عناوين مختلفة لتأهيلهم علميًا وثقافيًّا وتكنولوجيًا، بما يجعلهم خير سفراء للأزهر في بلدانهم، ينشرون صحيح الدين، ويتصدون لحملات التشويه، باستخدام أحدث وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها: دورة «التيارات الفكرية المعاصرة»، لمواجهة التنظيمات والأفكار المتطرفة والتيارات المتشددة، ودورة «التطرف الفكرى مرض العصر»، بحضور300 طالب وطالبة من الوافدين من دول «تايلاند والفلبين ونيجيريا وأندونيسيا والمغرب"، وندوة تفنيد الأفكار المتطرفة ،حضرها 1500 طالب وطالبة من الجدد الوافدين من دولة إندونيسيا، وندوة "الإرهاب الفكري فى مرمى سهام الأزهر الشريف" حضرها 200 طالب وطالبة من مختلف الجنسيات.
ويهدف الاتحاد لحل المشكلات التى تواجه الطلاب العرب بجامعة الأزهر من خلال المناقشات والحوار إضافة إلى تنفيذ الأنشطة فيما يختص بتصحيح المفاهيم المغلوطة، كما نجحت المنظمة فى الوصول بالفروع على مستوى دول العالم إلى 20 فرعًا، كان أحدثها، الإعلان عن وضع اللمسات النهائية لتأسيس فرع رواندا، ليكون إحدى القنوات الحيوية لنشر الفكر الأزهرى الوسطى، ومكافحة الأفكار المتطرفة والهدامة، وتفنيد وتصحيح المفاهيم المغلوطة،كما توجد 5 فروع تحت التأسيس بدول "اليمن ـ أفغانستان ـ إقليم كردستان العراق ـ استراليا ـ أوكرانيا "، فضلا عن طلبات تأسيس 7 فروع بدول" السنغال ـ الجزائر ـ المغرب ـ تونس ـ الفلبين ـ أفريقيا الوسطى ـ المكسيك.
وفي جامعة الأزهر والتي تستعد لاستضافة الأولمبياد الأول لشباب اتحاد الجامعات الأفريقية والذي ستستضيفه جامعة الأزهر برئاسة الدكتور محمد المحرصاوي المقرر له، خلال الفترة من 14 إلي 18مارس المقبل في ألعاب كرة القدم والسلة وألعاب القوى علي ملاعب استاد القاهرة الدولي، وذلك لاستمرار الريادة الأفريقية للأزهر من خلال الأنشطة المختلفة التي تقدمها الجامعة بصفتها عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية، وفى توطيد العلاقات التاريخية وترسيخ قيم السلام والمحبة والأخوة الإنسانية، بين الشباب الأفارقة، باعتبارهم ثروة الحاضر، وقادة المستقبل والعمل علي تنفيذ الإستراتيجية التي تتبناها الدولة للاهتمام بالقارة الإفريقية خاصة أن الأوليمبياد سيشارك فيه ممثلين عن جميع الجامعات الإفريقية.
كما تعتزم الجامعة تنظيم مؤتمر لاتحاد الجامعات الإفريقية يعقد في يوليو 2019، تزامنًا مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي خاصة أن المؤتمر سيناقش مشكلات التعليم فى قارة إفريقيا وطرق تطويره من خلال وضع إستراتيجيات من الممثلين عن الجامعات الإفريقية، كما ستفتح الجامعة بصفتها عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الإفريقية، المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية داخل حرم الجامعة بمدينة نصر في الثاني عشر من مارس 2019،حيث ان الجامعة فازت بعضوية مجلس إدارة اتحاد الجامعات الإفريقية لمدة 4 سنوات لتعود إلى ريادتها مرة أخرى في القارة.
ويمتلك الأزهر في القارة الافريقية 16 معهدًا أزهريًا في كل من: "نيجيريا، تشاد، النيجر، الصومال، جنوب أفريقيا، أوغندا" يقوم فيها الأزهر بتعليم الآلاف من الطلبة الدارسين في مراحل التعليم قبل الجامعي، ويتكفل الأزهر فيها بكافة مصاريف المدرسين، والمناهج، والكتب الدراسية، ويُمنح الطلبة شهادات معتمدة من الأزهر، كما ويوفر الأزهر أكثر من 562 معلم ومدرس وواعظ لتعليم وتدريب طلبة وأئمة المساجد هناك على مناهج ومبادئ الإسلام الصحيحة السمحة والمعتدلة.
كما قام الأزهر بإرسال العديد من البعثات الطبية والاغاثية، وتوفير بعض الأدوية والمواد الغذائية للمحتاجين في بعض الدول الأفريقية ومنها: (النيجر، الصومال، السودان، تشاد، أفريقيا الوسطى، نيجيريا، بوركينا فاسو)، وتمكنت الفرق الطبية الأزهرية - خلال تلك البعثات – من إجراء الكشف الطبي على أكثر من 45000 شخص وإجراء أكثر من 1800 عملية جراحية، ويواصل الأزهر إرسال هذه القوافل للدول التي تحتاج إليها تباعًا، كما قام الأزهر بتدريب أكثر من 440 من أئمة المساجد والوعاظ من الدول الأفريقية المختلفة في برنامج خاص أُعِدَ لهذا الغرض وعلى نفقة الأزهر بالكامل لتدريب هؤلاء على مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وعلى كيفية مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها بلادهم.