أدى خطباء الأوقاف، خطبة الجمعة فى 180 ألف مسجد بربوع مصر حول حب الأوطان من شمائل الإيمان، فمن على منبر مسجد عبد الوهاب القاضى بمدينة نصر الدكتور خالد السيد غانم مدير إدارة الإعلام، أكد أن البر صورة من صور الوفاء، وهى من سمات الإنسان الذى ينتمى إلى المجتمع الإنسانى، والبر بالأوطان أحد ملامحه، وإذا كانت مصر لها خصيصة الذكر فى القرآن والكتب السالفة فإنها من أعظم الأوطان التى يجب أن يبر بها أبناؤها، والبر بالوطن يدل مفهومه على كل دلائل الخير التي يجب أن يقدمها الإنسان للوطن الذي يعيش فيه، وكل خير يقدمه الانسان لوطنه لا شك أنه يعود على أفراد المجتمع بالخير والسرور.
وأضاف أن البر بالمجتمع هو بر بالوطن، ومصر فضائلها عظيمة وكبيرة، فيقول أبو هلال بن سعيد: مصر مصورة في الكتب السالفة وهي تمد يدها، والدول تستطعمها، ومن الوفاء رد بعض العطاء ، فمصر نعمت المرضعة، ونعمت المعطية، وأياديها علينا سابغات.
ومن على منبر مسجد نور الإسلام بالبحيرة قال د. سعيد حامد مبروك، انه مما لا شك فيه أن كل عاقل ووطني شريف ومؤمن صادق هو على استعداد لأن يفتدي وطنه بنفسه وماله، ولقد ضرب النبي "صلى الله عليه وسلم" أروع الأمثلة في حماية الوطن، والدفاع عنه، وحماية أمنه واستقراره، ومصر وطن لا مثيل له، سماها الله في قرآنه بخزائن الأرض، قال تعالى حاكيًا عن يوسف عليه السلام :" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"، وفصلت سورة يوسف والقصص جزءً مما جرى على أرضها، بل تفاخر فرعون على جميع ملوك الأرض بملكها، قال تعالى:" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، وما سميت مصر مصر إلا لعموم خيرها وكثرة نفعها.
وقال حامد، فى مصرنا الحبيبة عاش موسى الكليم، وهارون الوزير، وهاجر أم إسماعيل، ومارية أم ولد الحبيب، ومر بها إبراهيم الخليل، وتولى خزائنها يوسف فأعطى للشامين والحجازيين، هنيئًا لمن كانت مصر وطنه.
ومن على منبر مسجد النور بالبحيرة قال فضيلة الشيخ هيثم رمضان "ما أطيبَك من بلدٍ وما أحبَّك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك"؛ رواه الترمذى.
واضاف ان العلاقة بين الدين وحب الوطن علاقة مترابطة؛ فكلّما ازداد إيمان الإنسان ازداد حبّه لوطنه نتيجةً لانعكاس الإيمان على كافة جوانب الحياة؛ فعندما أُخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة قال: "واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ".
وفى الشرقية وتحديدًا بمسجد الغربى، أكد الشيخ محمود طه الشيمى، أن حب الأوطان من الإيمان، من واجبات المسلم أن يكون وفياً ومُحبًا لوطنه، وحاميًا ومدافعًا عنه بكلّ ما يملكه ويستطيعه من قول أو فعلٍ، وإنّ ما يؤيّد ذلك الفطرة السليمة النقيّة للإنسان، والعقيدة الإسلاميّة، وسنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإن لحب الأوطان صور عديدة؛ منها: حبّ الأوطان بالسلوكيات والأفعال السليمة والسويّة، مع الالتزام بالقيم والمبادئ الحسنة، والحرص على تقديم النصيحة للآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية، ويجدر بالفرد والأمة الالتزام بالأخلاق الكريمة، من العدل، والأمانة، والتسامح، والعفو وغيرها من محاسن الأخلاق التي تسمو بالمجتمع وترقى به إلى المكانة الرفيعة.