قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إنه يتحدث فى حفل تأبين الدكتور الراحل بطرس غالى بصفته واحدا ممن عرفوا بطرس غالى معرفة وثيقة، مضيفا: "عرفته وأنا طالب فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى مؤلفاته عن القانون الدولى والاقتصاد السياسى والسياسة الدولية وعرفته كقارئ متابع فى شئون السياسة من خلال مجلة السياسة الدولية والأهرام وغيرها".
وأضاف "موسى"، بكلمته خلال حفل تأبين الدكتور الراحل بطرس غالى، الذى تنظمه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة اليوم الإثنين، أنه إذا قدر لبطرس غالى أن يستمر فترة ثانية فى الأمم المتحدة لغير من تركيبتها وطرح هيكلة جديدة وخاصة فيما يتعلق بدور السكرتير العام للأمم المتحدة فى عملية السلام وحفظه، وكنت على نقاش مستمر معه فى هذه النقاط من منطلق العصر الفكرى.
وتابع عمرو موسى، أن بطرس غالى كان ذو شخصية واسعة فى تخصصاته واهتماماتها وتجلياتها فكان وطنيا حقا، وكان ذا معرفة واسعة، وعلمنا الكثير فى إطار الأخلاق وتعلمنا منه الكثير فى الأناقة، قائلا: "الحديث يطول عن بطرس غالى ولكن من الناحية الموضوعية، كان علامة فارقة فى وزارة الخارجية بمعنى أنه لم يقبل النمط ولا النمطية ولكنه بدأ بتوثيق أوراق وزارة الخارجية ثم بعملية التنوير لدبلوماسيى وزارة الخارجية وتعليم الدبلوماسيين أن نناقش الموضوعات المطروحة".
وأشار عمرو موسى، إلى أن الدكتور الراحل بطرس غالى بدأ عملية العصف الفكرى بوزارة الخارجية كان يستمع ويناقش ويقبل المراجعة ويخرج بالخلاصة المفيدة وكان رئيس الدبلوماسية المصرية وكان رئيس الوفود المفاوضة باسم مصر فى أكثر من مجال سواء السلام أو الحفاظ على موقع مصر فكان مفاوضا ورئيسا للوفود فقادها بكل كفاءة وحكمة وقدرة على التعبير بالمصلحة المصرية، قائلا: "أود أن أؤكد أمرا لابد أن يترسخ فى التاريخ كان مدافعا صلبا عن القضية الفلسطينية كان متحدثا واثقا قويا عن حقوق الشعب الفلسطينى وأثر تأثيرا جديا فى مسار ومسرى وتاريخ المفاوضات المصرية الإسرائيلية التى تعرضت للقضية الفلسطينية".
وأردف عمرو موسى، أن بطرس غالى استمر على نفس النهج عندما أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة فبادر بعرض رؤيته عن السلام من خلال أوراق متتالية ورؤى متكاملة لا تزال الأمم المتحدة ودارسو التنظيم الدولى ينهلون منها حتى الآن.
وقال عمرو موسى: "نعم كان بطرس غالى ودودا جدا ومتواضعا تماما وكان هناك ود متبادل وبساطة فى العلاقة ولكنه كان حادا صلبا حين يأتى الأمر لرأى يعتقد فيه أو لما يعتقد أنه مصلحة مصرية هذه الشخصية من الصعب أن تتكرر، سوف تظل جامعة القاهرة تذكره وسوف تظل الدبلوماسية ووزارة الخارجية تذكرانه والعمل الإعلامى الرشيد سوف يظل دوما يتذكر مقالاته ودوره الصحفى".
واختتم عمرو موسى كلمته بحفل تأبين الراحل بطرس غالى، قائلا: "أقول إن مع كل عظيم إمرأة عظيمة وليا سيدة عظيمة أحييها وأحيى دورها وأؤكد أننا من هؤلاء الذين حزنوا حزنا حقيقيا على رحيل بطرس غالى".