قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، إن علماء الأزهر وقفوا ثابتين يدافعون عن الدين والوطن أمام التيارات التكفيرية والعلمانية منذ أيام محمد على والحملة الفرنسية، وقادوا الشعب فى هذه الفترة الحالكة حتى زوال الاحتلال، وقام علماء الأزهر وقتها بواجبهم دون أن يطمعوا فى الحكم أو السلطة، وسلموا محمد على باشا مقاليد الحكم وفرضوه على الحاكم العثمانى، ولكنه تخلص من الرموز الوطنية الكبيرة الشامخة من علماء الأزهر حتى لا ينازعوه فى الأمر، وغاب عن دور التوجيه والإرشاد بغياب الأزهر.
وأضاف فى كلمته بالندوة التى أقامتها الكلية ضمن الموسم الثقافى، بحضور الدكتور ناجح إبراهيم، بعنوان "ضياع الخطاب الدينى بين التيارات التكفيرية والعلمانية"، أن الشباب انبهروا بالغرب وعادى الكثير منهم الثقافة الدينية والإسلامية ورأى فى الغرب كأنه هو الحق المبين، وحاول نقل النموذج الغربى العلمانى لمصر، وأصبحنا بين طرفين يميل للفكر الغربى ويؤيده السلطة الحاكمة ويمكن من المناصب وغيرها، والطرف الثانى هم علماء الأزهر الذين يمثلون الرؤية الوسطية، واستمر ذلك الصراع والذى أدى إلى التسبب فى انفجار الحمية الدينية ضد من سخر من الدين وصنعوا منهجية ضد علماء الأزهر وكانت لهم رؤية جديدة للتيار التكفيرى غلب عليهم الحمق، واستمدت من فكر الخوارج منهجا، لافتا إلى أن علماء الأزهر قام بواجبه الدينى والوطنى لكى يقف ويحارب الفريقين.