مباحثات مع عاهل الأردن ورئيس بلغاريا وولى عهد أبوظبى أبرز أنشطة السيسى فى أسبوع

تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضي، حيث استقبل العاهل الأردنى ورئيس الوزراء العراقي، وعقد قمة ثلاثية شملت العراق والأردن، ثم استقبل الرئيس البلغاري، وولى عهد أبوظبي، ووزير الدفاع الصيني، والمدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمي، ووزير الخارجية السويسري، وأمين عام منظمة السياحة العالمية. واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى باستقبال رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدي، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين. وأكد الرئيس السيسى موقف مصر الثابت من العراق والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، كما وجه التهنئة على الانتصارات التى حققتها القيادة والجيش العراقي، لطرد التنظيمات الإرهابية من الأراضى العراقية، ونجاح العمليات العسكرية فى استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها فى المحافظات العراقية، بما يمهد الطريق لاستقرار العراق وعودته للقيام بدوره الفاعل فى محيطه العربي. وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، تم التباحث حول سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، واستثمار الإمكانيات المتوفرة لدى البلدين. كما تم، خلال المباحثات، استعراض التجربة المصرية فى مجالات تطوير البنية التحتية، حيث أعرب الرئيس عن استعداد مصر لنقل تجربتها للعراق بما يساهم فى عملية إعادة إعمار المناطق التى تضررت بها، فضلاً عن الاستعداد لعقد برامج ودورات تدريبية للكوادر العراقية فى مختلف المجالات وفقاً لاحتياجاته، كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التعاون فى المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب، خاصة لدرء خطر انتقال العناصر الإرهابية من المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى بدول المنطقة. وتناول اللقاء أيضا عددا من الموضوعات الإقليمية حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التى تشهدها المنطقة، والحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التى تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها. وعقد الرئيس السيسى جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، أكد خلالها الحرص على استمرار التنسيق والتشاور عال المستوى بين الجانبين، فى ظل العلاقات الوثيقة والمصالح المشتركة التى تعكس الروابط التاريخية التى طالما جمعت بين البلدين والشعبين الشقيقين. وتم خلال المباحثات مناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية، كما استعرض الزعيمان، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل التعامل مع مختلف الأزمات التى تعانى منها بعض دولها. ثم عقدت بقصر الاتحادية قمة ثلاثية بين الرئيس السيسى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، تناولت استعراض سبل تعزيز التعاون الثلاثى المشترك فى مختلف المجالات بين الدول الثلاث فى إطار العلاقات التاريخية والمتميزة التى تجمعهم. وفى ختام القمة "المصرية الأردنية العراقية" صدر بيان مشترك، ثمن فيه القادة الثلاثة العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم، مؤكدين على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التى يتيحها تواصلها الجغرافى وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، فى ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومى العربي. وجاء بالبيان أن القادة استعرضوا آخر التطورات التى تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجى فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التى تواجه عددا من البلدان العربية. كما أكد القادة أهمية مكافحة الإرهاب بكافة صوره ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أوالتسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة فى ضوء الانتصار الذى حققه العراق فى المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والتضحيات التى بذلها أبناء الشعب العراقى فى هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم "داعش" فى سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التى انتهكتها عصابات "داعش" الإرهابية التى عدتها قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. وأكد القادة أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة فى المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التى تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل فى شؤونها الداخلية. وناقش القادة عددا من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون فى قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجارى وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافى فيما بينهم. واستقبل الرئيس السيسى ديفيد بيزلي، المدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمي، حيث أشاد بأنشطة ومجالات عمل البرنامج الداعمة للحكومة فى تنفيذ أولوياتها التنموية فى إطار رؤية مصر 2030، مؤكداً التزام الدولة بتعزيز الشراكة مع البرنامج فى هذا الإطار، خاصةً فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي، ودعم صغار المزارعين، وكذلك دعم البرنامج الوطنى للتغذية المدرسية، والذى يعد أحد أنجح المشروعات التى تنفذها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة فى مصر، باعتباره يحقق الأمن الغذائى والصحى للطلاب، علاوة على أبعاده الاجتماعية والاقتصادية. كما نوه الرئيس إلى أن الرئاسة المصرية للمجلس التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمى ستركز على توجيه مجالات عمل المجلس بما يتفق مع مصالح الدول النامية من خلال الانخراط بشكل نشط فى صياغة سياسات وأولويات البرنامج لتحقيق الأمن الغذائي، وهو الهدف الذى يستدعى بذل الجهد اللازم لحشد المزيد من مصادر التمويل لدعم البرامج التنموية. واستقبل الرئيس السيسى إجنازيو كاسيس وزير الخارجية السويسري، حيث أعرب عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أشار الرئيس إلى التطورات الإيجابية التى شهدها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة والنجاحات التى حققها برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، وإلى أهمية العمل على زيادة الاستثمارات السويسرية فى مصر، فضلاً عن أهمية زيادة حجم التبادل التجاري، فى ضوء ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التى تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذى من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية. وتناول اللقاء أيضاً جهود مصر لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب بحسم ومن خلال مقاربة شاملة، تتضمن منع انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى، كما تناول ملف الهجرة غير الشرعية، والتى أسفرت عن النجاح فى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ حوالى 3 سنوات، فضلاً عن تعامل مصر مع اللاجئين من منطلق إنسانى وتمتعهم بكافة الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين. واستقبل الرئيس السيسى زوراب بولوليكاشفيلى، أمين عام منظمة السياحة العالمية، ونوه الرئيس إلى الجهود التى تبذلها مصر لتطوير منظومة السياحة، من خلال الإصلاح المؤسسى على مستوى كافة القطاعات، وكذا تدريب وتأهيل العاملين فى القطاع السياحي، ومشيدا فى هذا الإطار بالدور الذى تضطلع به منظمة السياحة العالمية لدعم القطاع السياحى فى العالم والارتقاء به على المستويين الدولى والإقليمي. كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمة لتنشيط السياحة باعتبارها إحدى الدعائم الحيوية للاقتصاد المصري، مبرزا فى هذا الصدد اهتمام مصر بالاستغلال الأمثل للمقاصد السياحية وتنويعها وزيادة مستوى تنافسيتها. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع الصينى الفريق أول وى فنج هه بحضور الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وتم خلال اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح الرئيس دعم مصر لمبادرة الصين "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدا أنها تتكامل مع جهود مصر التنموية وجذب الاستثمار، وكذلك المشروعات القومية الكبرى الجارى تشييدها فى أنحاء الجمهورية وفى مقدمتها محور تنمية قناة السويس الذى يتضمن إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية، وموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، فضلاً عما قامت به مصر من طفرة فى مجال إنتاج الطاقة بأنواعها المختلفة، وكذا شبكة الطرق، وازدواج الخط الملاحى لقناة السويس، وهى مشروعات فى مجملها تعمل على سرعة وتسهيل حركة التجارة. كما تطرق اللقاء إلى التعاون الثنائى بين الجانبين على الصعيد الأمنى والعسكرى ومكافحة الإرهاب والتدريبات المشتركة فى ضوء ما يتوفر لدى الجانبين من خبرات يمكن تعظيم استغلالها لتطوير قدراتهما فى تلك المجالات. واستقبل الرئيس السيسى والسيدة قرينته رومن راديف رئيس جمهورية بلغاريا والسيدة قرينته، ثم عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين، أعرب خلالها الرئيس السيسى عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى ضوء الخطوات الإيجابية البناءة التى تمت مؤخراً بين مصر وبلغاريا، والتى تجسدت فى تبادل الزيارات رفيعة المستوي، وإنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيرى الخارجية البلدين لمتابعة علاقات التعاون، وتشكيل مجلس الأعمال المصرى البلغارى المشترك لدعم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى بين البلدين. وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، أخذاً فى الاعتبار أن مصر تعد أكبر شريك تجارى لبلغاريا فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلاً عن التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك فى ضوء سعى مصر لكى تصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة فى شرق المتوسط، وكذا بلغاريا لكى تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة فى منطقة البلقان وشرق أوروبا. كما تباحث الرئيسان حول فرص تعزيز التعاون فى مجال السياحة وسبل زيادة حركتها، وتطرقا أيضاً إلى سبل التعاون فى مجالات الزراعة، والصناعة، والثقافة، والتعليم، والتعاون العسكرى والأمني. كما استعرض الرئيس، خلال المباحثات، الجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أهمية قيام المجتمع الدولى بالتعامل مع جذور آفة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن كافة الأبعاد والأسباب، وتم أيضا تم تبادل وجهات النظر بشأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس السيسى حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مشيرًا إلى الجهود المصرية للتصدى بنجاح لانتقال اللاجئين عبر المتوسط، ودعا إلى عدم التركيز على الحلول الأمنية فقط دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية فى دول المصدر. واستقبل الرئيس السيسى بقصر رأس التين بالإسكندرية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عقدا لقاءً ثنائيًا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، تناولت سبل دفع التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة. كما استعرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور للتصدى للتحديات التى تواجه الأمة العربية، ورفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها. وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك فى مجالات الإسكان والرى والتجارة والصناعة. واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بالقيام بجولة وبصحبته الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى فى مدينة العلمين الجديدة، شملت تفقد الأعمال الإنشائية فيها، بما تشمله من أبراج سكنية وسياحية ومناطق ترفيهية، وكورنيش بطول الشاطئ فضلاً عن ميناء عالمى لاستقبال اليخوت السياحية الأجنبية والمحلية، ثم قاما بزيارة متحف العلمين العسكري.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;