لازالت يد الإهمال الطبى تومئ بوجهها القبيح على الفقراء، تأخذ منهم كل عزيز عليهم ولا يقدرون التخلص منه لضيق اليد، حيث تتجلى مأساة أسرة بسيطه مع الإهمال الذى انتشر بصورة ملحوظه فى الفترة الأخيرة بعدما ودعوا نجلهم وقضوا معه أخر أيام حياته الطبيعيه نظرا لعدم قدرتهم على ادخاله مستشفى خاص واكتفوا بالمستشفيات الحكوميه.
الواقعه تظهر بوضوح فى بلاغ لنيابه مصر القديمه حمل رقم 2021 إدارى مصر القديمة، من محمد كمال الدين المحامى موكلا عن والدى المجنى عليه "محمد "كريمة اسماعيل مبروك، ووليد احمد سيد درويش بحادث أصيب به "محمد " 16 سنه ، فى 6 ابريل من العام الماضى جراء ركوبه دراجة بخارية وراء احد اصدقائه فوقعا منها فصادف مرور إحدى سيارات النقل فى ذات التوقيت فمرت على ساقه اليمنى أحدى عجلات تلك السيارة فأصيب على أثرها بكسر بالساق اليمنى.
و قالت والدته فى بلاغها إن براءة محمد وحياته انتهت على أعتاب قسم العظام بقصر العينى القديم قسم (18) وبدء مسلسل جديد من الأهمال الطبى والأستهتار بأرواح المواطنين حيث تستلزم حالته تثبيت مفصل خارجى بالساق اليمنى، وبعد انتظار إجراء العملية الجراحية لمدة سبع ساعات متصلة بحجة التحضير لغرفة العمليات وتعقيم الأجهزة .
تم إجراء العملية فى الساعة الخامسة فجراً متسائلا هل الجراح والمساعدين القائمين على تلك العملية كانو على درجة كافية من الوعى والإدراك فى ذلك التوقيت.
و أكمل البلاغ أن القائمين على قسم "18" لم يقومو بتسلم الحالة مباشرة على الفور بل قامو بتركها على "الترولى " يصارع الألم لمدة ساعتين تم طرد الأم حينها من القسم وعندما عادت الأم لترى فلزة كبدها ساقطاً على الأرض جثة هامدة فى ظل غياب الرعاية من كل المتواجدين.
وعندما فاق "محمد" بعد يومين من البنج، وبدأ بتفتيح عينيه أصيب بحالة من التشنج وأخرج من لعابه ماء سيال وتغيرت ملامح وجهه، وعندما رأت إدارة المستشفى تدهور حالة الطفل ظل لمدة ستة أيام تحت جهاز التنفس الصناعى وبدأ يعود لوعيه لكنه كان يتفوه بكلمات غيرمفهمومه وصعبة ثم حدثت له مضاعفات فأصيب بحالة من الاختناق فى التنفس فضاق بالقسم وجود تلك الحالة على هذا النحو ذراعاً فاستغلو إنهاك والده نفسياً بسبب ابنه وطلبو منه التوقيع على "خروج بحسب الطلب" من القسم.
وعندما عاد به والديه إلى مستشفى قصر العينى أصيب بحالة من الاختناق الشديد مرة أخرى، فظل بتلك الحالة فى الاستقبال بالمستشفى لمدة أثنى عشرساعة على هذا النحو من الساعة الحادية عشرصباحاً إلى الساعة الحادية عشر مساءاً دون أدنى إسعاف ومتابعة من أى طبيب .
وعندما تم إجراء الكشف عليه قرر الأطباء إجراء عملية شق حنجرى لتسهيل عملية التنفس وعند دخوله غرفة العمليات لإجراء عملية الشق الحنجرى توقف قلبه عن العمل لمدة ثلاث دقائق فتم وضعه تحت جهازالصدمات حتى رجع القلب إلى العمل مرة أخرى .
تم نقله إلى غرفة الرعاية المركزه فظل بها حتى حانت اللحظه للتخلص منه وهى خروجه لكونه بتصريح لفظى من أحد الأطباء بعدم استجابة حالته للتحسن ،وأنه فيما معناه أصبح عبئاً وعالة على المستشفى وبالفعل رفضت المستشفى بقاؤه.
وبعد توسلٍ من الأم إلى وكيلة وزارة الصحة استجابت لها فتم وضع "محمد" ميت "إكلينيكياً" بمستشفى النصر بحلوان وذلك لكونه طالب له حق إنسانى وهو شموله بالتأمين الصحى تلك المستشفى التى ينقصها العديد من التخصصات والمعدات اللازمة لمتابعة حالته.
و أكد البلاغ انه تتجلى مظاهر الخطأ الجنائى والمدنى فىالأهمال الطبى والخطأ المهنى الجسيم والتسبب فى أحداث عاهة مستديمة والشروع فى قتل وعدم مراعاة ضوابط مزاولة المهنة بشكل صحيح والإمتناع عن إسعاف مريض وتوافر جريمة الجرح العمدى، مطالبا تحقيق الواقعة قضائياً والتوصل إلى من تسبب بإحداث ذلك.
ودب لجنة من الخبراء بالطب الشرعى لفحص المجنى عليه د والإطلاع على الأطباء ومعرفة هل الجراح الذى قام باجراء العملية طبيب عام أم متخصص وأن كان كذلك فى أى فرع هو متخصص والإطلاع على كافة التقارير والأشعة والفحوصات التى تم أجراءها عليه ومدى ملائمتها للأصول المهنية الطبية السليمة أم لا.