نظمت جامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، اليوم الأربعاء، بقاعة أحمد لطفى السيد، حلقة نقاشية فى إطار مشروع جامعة القاهرة لتطوير العقل المصرى، لمناقشة كتاب " سر المعبد " الجزء الثانى للكاتب والمفكر ثروت الخرباوى.
وحضر اللقاء الدكتورة هبة نوح نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، الكاتب الصحفى أحمد رفعت، والدكتور عبد الله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن هذه الندوة تأتى فى إطار مشروعنا لتطوير العقل المصرى، حيث تضعنا على ماهية الخطأ فى التفكير التى يجب أن نتجنبها، موضحًا أن التفكير العقلانى الذى ندعو إليه مرتبط بتطوير العقل المصرى، قائلًا: "لابد من تغيير طريقتنا فيما يتعلق بأمر بلدنا والمشاركة فى كافة الأمور المتعلقة بها للحفاظ على الدولة الوطنية وعلى ثباتها ونظامها للنهوض بها والمساهمة فى تنميتها".
وأشار الخشت، إلى أن كتاب سر المعبد يوضح لنا التجربة التى مر بها الكاتب ثروت الخرباوى بطريق الخطأ حيث تبينه وأراد أن يوضحه للآخرين بشكل موثق فى هذا الكتاب حتى يتجنب الشباب الوقوع فى هذا الخطأ، لافتًا إلى أن هذا الكتاب يأتى فى إطار تطوير العقل المصرى من أجل الوصول إلى التفكير السليم، وهو ليس مجرد تاريخ بل هو تجربة لها تاريخ وجانب إنسانى ورؤية إصلاحية.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الخرباوى هو عقلية نقدية تستطيع أن توازن وتدرك أهمية وجود الدليل، مشيرًا إلى ان مشكلة العقل المصرى أنه لا يعرف ما هو الدليل.
وأكد الخشت، أن من يتبع الطريق العقلانى النقدى يكون غير بعيد عن الروحانيات، لأن الإنسان عقل وروح وجسد ونفس، والعقل ميزته أنه حاكم، وموضحًا أن من ساروا على مسار العقلانية النقدية يميلون إلى الجانب الروحى، فالعقل يحكم قيادة العالم، وهناك أشياء ضد العقل يجب رفضها وعدم قبولها وهى تمثل خرافات، وهناك أشياء فوق العقل لا تتعارض مع العقل ولكنها تتجاوزه.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن أصحاب العقلانية النقدية يجدوا أن العقل يصل لحدود الزمان والمكان وما يتجاوز ذلك يدخل القلب، فالعقل لابد من ضبطه لأنه ما يميز الإنسان عن باقى المخلوقات.
وأضاف الخشت، أن طرق التفكير هى منهج التفكير وليست الأفكار، مثل أن سرعة التصديق عند الكثير من المصريين قائمة على فكرة السمع والطاعة، كما أنه قد تكون طريقة تفكير أحد الجماعات المتطرفة ضد الإخوان تتحدث بطريقة محو الآخر وكلاهما يعتمدوا على العمل السرى والسمع والطاعة والعاطفة والغاية تبرر الوسيلة، موضحًا أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هى السمة المشتركة من كل الجماعات المتطرفة أو بعض الجهات التى تعيد تفسير الآيات لتحقيق مصالحها، مضيفًا أنه تم الكشف عن كثير من الزيف المنتشر فيما يتعلق بجماعة الإخوان حيث أن بها شق خداع بصرى وما يبنى عليه من خداع عقلى وقلبي.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، على أهمية تغيير منهجية التفكير وأنه لا يوجد حقيقة مطلقة، لأن الله فقط هو من يمتلك الحقيقة المطلقة، لافتا إلى ان كتاب سر المعبد يعرض تجربة تخرج من إطار التفكير التقليدى إلى العقل النقدى الروحانى المنضبط.
وقال الكاتب الصحفى أحمد رفعت، إن جامعة القاهرة فى الوقت الحالى محظوظة بتولى الدكتور محمد عثمان الخشت رئاستها ومسئوليتها، حيث تحولت إلى مركز إشعاع علمى ومركز للتنوير، مؤكدا أن المجتمع يحتاج الدور التنويرى للجامعة خاصة فى الأماكن المظلمة والأوقات الصعبة التى مر بها خلال السنوات الماضية.
وأشار احمد رفعت، إلى أن كتاب سر المعبد هو بمثابة زلزال، قائلا: "إننى اكتشفت أننى لم أكن اعرف الكثير عن جماعة الإخوان، وكنت أظن اننى اعرف عنهم كل شيء"، مضيفًا ان كتاب سر المعبد يتحدث عن الإخوان من خلال الكتابة وشرح الماضى لكيفية إدارة الأمور فى المستقبل، وهو أحد اهم الكتب التى صدرت خلال الـ50 عاما الأخيرة لأنه يفسر سر وجود جماعة الإخوان التى تمثل صداع فى العالم كله.